كرونيك

ماذا لو كانت الانتخابات غدا؟

هل نحمد الله مثل جوقة المهاجرين الذين قذفهم مركب مهترئ على أرض إسبانيا؟

أخيرا سياتي التغيير وتتبدل الأمور.

سنقبل بدورنا الصناديق، كما قبل المهاجرون الأرض المبللة، حمدا وشكرا لله. لا شيء يفسر تلك الفرحة العارمة للمهاجرين، سوى الأمل في التخلص من سنين من الفقر وخيبة الأمل.

حصلت تغييرات كثيرة خلال ولايتين كاملتين لحزب العدالة والتنمية ومن معه. في صورة فوتوغرافية واحدة، يمكن أن نجمع أثار تلك السنين العجاف.

تضخم الدين الداخلي والخارجي معا الى أرقام تحتاج لثلاثة أجيال او أكثر لإرجاعه رفقة فوائده أيضا. مدن الشمال أصابها كساد غير مسبوق جراء اقفال معبر باب سبتة.

لازال الناس هناك ينتظرون بديل الحكومة الذي يأتي ولا يأتي.

أما مدن الهامش ومدن المغرب العميق فتعيش أصلا بالبركة والدعاء الصالح.

في نفس الصورة، استأسد التعليم الخاص وأصبح يشكل استثمارا ماليا يهدف للربح بكل الوسائل، بعدما أصاب الهزال والفشل مدارس وجامعات الحكومة.

تضاعف عدد المؤسسات الخاصة في المدن، ووعد الوزير بفتح الطريق أمامه ليحط الرحال في البوادي كذلك.

تبشرنا الحكومة بقرب افلاس صندوق تقاعد الموظفين، بعد أن مددت فترة العمل الى ما بعد سن الستين، وزادت في الاقتطاعات.

يقول المثل المغربي، إن العروس جميلة وزادها الحمام المغربي نورا وجمالا.

حل كوفيد دون استئذان ليزيد طين الحكومة بلة.

فبعد الفيل، صار عندنا الفيلة وأبناؤها والظاهر أننا فتحنا الباب لاستقبال كل حيوانات الغابة.

السياحة في أزمة، هي ومهن المطعمة وكراء السيارات والنقل الجوي وآخرون.

إذن ماذا لو كانت الانتخابات غدا؟

يرفض زعماء حزب العدالة فكرة التخلي طوعا عن قيادة الأغلبية كما اقترح البعض، ويقولون إن الناخب هو من سيقرر. في هذه النقطة، هم على حق.

على أي معارضة غير قادرة على مواجهة حكومة فاشلة كما في الصورة الحالية، أن تحل نفسها وتختار لها نشاطا آخر غير السياسة.

قطعا، سيظهر مجددا زعماء أحزاب لم نعد نتذكر أسماءها، ليفرقوا وعودا خرقاء طمعا في كراسي البرلمان الوتيرة.

بعد الانتخابات، سيتكرر المشهد ذاته.

بدأت فعلا أشك أن فرحة المهاجرين السريين المغادرين الوطن خلسة، سببها التخلص من المشاركة في ملهاة كبيرة اسمها الانتخابات.

ببساطة، أصاب الناس الإحباط، وأصبحوا في حاجة ماسة لقرارات مفرحة وأخبار سارة.

أما الانتخابات، فقد جربناها.

افتحوا النوافذ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock