مأزق الحمامة… إليكم بعض التفاصيل…!
ظهر التجمع الوطني للأحرار سنة 1978، ليساند يمينا باهتا تابعا كليا للدولة ومرفوضا من القاعدة الشعبية.
في نفس السنة، انتصر اليمين الفرنسي بقيادة ريموند بار في مواجهة يسار فرنسي يقوده فرنسوا ميتران.
أسس إذن الراحل أحمد عصمان حزبا جديدا، جمع نوابه من بين من ترشحوا دون انتماء سياسي ليصبحوا نواة حزب يحمل اسم الأحرار.
هنا، جرت محاولات ابداع ديموقراطية على المقاس
هناك، في فرنسا، جيسكار ديستان يقنع الفرنسيين بقوة اليمين ويفوز برئاسة الجمهورية، أربع سنوات قبل انتخابات 1978.
عند أصحاب اليسار التقدمي، شكل حزب الأحرار، وأحزاب أخرى ولدت داخل المكاتب المغلقة، مادة دسمة لمهاجمة سياسة الدولة في تفريخ الكائنات الحزبية.
الولادة والنشأة يختلفان تماما.
في نهاية السبعينيات، من اختار اليسار أدى ثمنا غاليا واستحق، بلا مزايدة، لقب مناضل.
نشأ اليسار من داخل الجامعة والمعمل ومن مثقفي الطبقة المتوسطة.
أما يمين المرحلة، منذ بداية الثمانينات، فقد اختار أن يلتقط منتسبيه بعناية طاهي يعد وجبة تقليدية بلا مفاجآت .
أتى معظم من انخرط من أطر الإدارة والملاك والفلاحين الكبار وأرباب الصناعة.
يصرح الحزب أن برنامجه السياسي يرتكز على “الديمقراطية الاجتماعية.”
شكل الحزب في جميع الانتخابات ورقة رابحة.
يملك التنظيم قدرة ملحوظة في جلب أصوات الناخبين.
شارك في حكومة التناوب الأولى وتخلص بفضل هذه المشاركة، إلى جانب الاتحاد الاشتراكي والاستقلال والتقدم والاشتراكية، من لقب حزب إداري.
في رواية مختلفة، ربما اقتسم لقب الحزب الإداري مع البقية.
أصبح الجميع إداريا ويبحث عن اليسار.
والمقصود هنا، يسر الحال والغنى وبحبوحة العيش.
رغم بريق زائف، ينخر الحزب صراعات داخلية عديدة.
رسالة القيادي بوعيدة تستحق أن تقرأ وأن تفهم.
هناك أشياء عدة تهدد وحدة الحزب واستعداداته المحمومة للانتخابات المقبلة.
قدم عضو المكتب السياسي، عبد القادر تاتو، استقالته من حزب الحمامة لأسباب لا يعرفها ربما سوى الوزير العلمي وأصحاب الحركة التصحيحية.
يوجد حكيم الحزب وأيقونته محمد اوجار في ليبيا لحل مشكل إقليمي متداخل وصعب للغاية.
حكمة الصحفي والوزير السابق قد تنفع في تفكيك لغم الاستقالات المتتالية التي قد تنسف حزب الحمامة وتشطب إسمه من الخارطة السياسية المغربية.