رياضة

ليلة انهيار “وزير السعادة” باكيا تحت ضغط النظام العسكري المتعنتر

جمال اشبابي

ماذا يحدث للجزائر؟ هل منتخب الجزائر هو أول منتخب يتم إقصاءه من منافسة قارية أو عالمية؟ ولماذا يتم كل مرة مسح سكين الإقصاء والخيبات في أطراف خارجية؟ رأينا كيف تم إقصاء منتخب مصر ومالي ونيجيريا، لم ولن يذهب هذيان أي مسؤول من هذه البلدان لحد البله لإلقاء مسؤولية ذلك على تحامل التحكيم أو حد الحديث عن مؤامرة خارجية.

فخلال كأس إفريقيا للأمم، اتهم الجزائريون العشب، والمناخ، واختبارات كورونا، وأصوات المشجعين.

لكن، اختفى كل ذلك خلال ذهاب مباراة السد المؤهلة لقطر الخاصة بإفريقيا، فاز منتخب الجزائر في الكاميرون ذاتها وعلى العشب ذاته والجمهور نفسه، وعلى مرج جابوما بمناخ دوالا انتشى رفاق محرز بفوز مستحق، هذه المرة أصبح كل شيء جميلا مرة أخرى في الكاميرون، لأن المنتصر هو منتخب الخصر.

أما في مباراة الإياب انتصرت الكاميرون على الجزائر بملعب مصطفى تشكير وعلى أرض الجزائر لتتأهل الأسود غير المروضة. فماذا حدث حتى يتهم الجزائريون الحكم ݣساما ومن معه من غرفة الفار والكاف والفيفا؟ إقصاء الجزائر لم يكن متعة لأحد، بل رق له حتى الكامرونيين أنفسهم، إنه لأمر محزن وقاس حقا، أن نرى المنتخب الجزائري يقصى من المونديال القطري، فلا داعي لإلقاء اللوم على الحكم ولا الإشارة لدور المغرب وعلى رأسهم فوزي لقجع لاقحامه في مثل هكذا حماقات، فرغم كل الإمكانيات المادية المتاحة لمنتخب ثعالب الصحراء، فمن المحزن أن نرى كيف يوظف عسكر الجزائر، وينساق معهم نخبة من المحللين والمأثرين الجزائريين لاتهام الكاف والفيفا، ومن خلالهما المغرب. فممارسات المافيا الدولية هي ما يقوم به عسكر الجزائر لإيهام شعب بأكمله أن الجزائر العظيمة مستهدفة، حتى المسكين بلماضي، الذي نكن له كل الاحترام أسقطوه في الفخ، وصرح بتدخل التحكيم ضد الجزائر ومنذ سنين وهو ما يعتبره “قلة احترام” فقبل كل شيء، شعرنا كما شعر كل من يتتبع مسيرة منتخب الخصر، بالحزن والحزن العميق لرؤية “وزير السعادة” ينهار على الأرض باكيا، ومهما يكن، فبلماضي، أدخل السعادة على قلوب ملايين الجزائريين كما العرب والأفارقة لأزيد من ثلاث سنوات.

مكنت إنجازات بلماضي بمعية لاعبيه، من إخفاء غابة الفساد وإحكام العسكر القبضة على رقاب الناس والإنتشاء برفع العسكر الكأس العربية أمام كاميرات القنوات التلفزيونية، فمهمة بلماضي بالنسبة لحكام قصر المورادية كانت خلق سعادة وهمية شعارها الكفاءة والتفوق لستر إفلاس بلد يوهم نفسه أنه قوة ضاربة، لكن شجرة الـ”وان تو ثري”، انتهى بها الأمر هذه المرة للانهيار رغم كل جهود هذه النخبة الحاكمة. قادة الجزائر لا يستحقون هذا المدرب ولا هؤلاء اللاعبين، وعلى جميع المستويات هم لا يستحقون أي شيء. حولوا المنتخب لبلسم وترياق الشعب، لكن في هذه المرة خانته الهالة والمسؤولية الملقاة على عاتقه.

فمثلا، حين تقصى إيطاليا للمرة الثانية على التوالي، يمر يوم الحزن ويعود الجميع للعمل من جديد وطي صفحة الماضي.

إلا في الجزائر، هناك نظرة الاستعلاء والتفوق على الجميع خاصة المغرب، وبالتالي فإن أي شيئ أو حدث لا تشارك فيه الجزائر هو تافه ولا يستحق الإشادة حتما، وهو ما جاء على لسان “رضوان بوهيدل”، أستاذ وباحث في العلوم السياسية بالجزائر ياحسرة، عندما وصف الأفارقة بعد إقصاء الجزائر “بالعبيد”، مبديا رغبته في شتراء حكم المباراة ليكون عبدا له”، وذهب به الأمر إلى حد مخاطبة بوتين بتقويض المونديال، (فلا طعم للمونديال دون لالجيري).

في الجزائر، التي تعاني من “نفوذ جارها القوي”، الذي يتدخل في كل شيء حتى في حرمان الجزائريين من التأهل والسعادة، ينتظر العسكر هذه المستديرة المنفوخة، لتنويم الشعب وصرفه عن أولى انشغالاته. وهو يعلم أن المافيا في الحقيقة هي نظام الجزائر لا الفيفا والكاف ولا لقجع فعند رحيل بلماضي، وقد حان موعده ذلك، سيرى قادة الجزائر وجوههم في المرآة دون ماكياج ولا أقنعة، وربما يومها سيتوقفون عن هذه العنترية الزائفة والبطولات الخاوية، ربما سيتخلون حتى عن إلغاء ديون بلدان إفريقية، ليسألوا أنفسكم لماذا لم يعد أحد يحب هذا النظام الديكتاتوري، فالأمر واضح، فليس كل شيئ يشترى، مثل ما تشترى ذمم بعض الدول الإفريقية المغلوبة على أمرها. عدم تأهل منتخب الجزائر ليس نهاية الجزائر، لكن إن كنت تعتقد أنك مؤهل بالفعل، ولكن عندما تعلم أنك مؤهل، فأنت لم تعد مؤهلا، وعندما لا تعرف أنك مؤهل، عندها ستكون مؤهلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock