لا إكراه في الرأي

للقضية في أهلها شؤون

لمن لا يعلم، سبق للمسؤول الفلسطيني،جبريل الرجوب، أن صرح بأن الجزء الغربي من المسجد الأقصى والمعروف بحائط البراق.. هو حق أصيل لليهود.. يجب أن يكون تحت السيادة الإسرائيلية.. مضيفا أنه لا نقاش في ذلك.. وأنه سبق أن رفض مشروع قرار طرد الاحتلال من الفيفا..

عزيز حميد

مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية، أمين سر حركة فتح، كان مسؤولا كبيرا في الأمن الوقائي، لم يجد أدنى حرج في التعبير عن موقف مناهض لوحدة المغرب الترابية من عاصمة الجارة الشرقية.. !

مرة أخرى، سيقال إنه تعبير عن موقف شخصي.. أو سيقال “لقد أسيء فهم ما قيل”.

“الإيجابي” في هذا الموقف أنه يعبر في المقابل عن حقيقة دامغة، إذ يؤكد، ضمنيا، أن الصراع حول الصحراء هو صراع بين المغرب والجزائر..، فهو لم يأت على ذكر شيء اسمه البوليزاريو أو الجمهورية الصحراوية.. مما يفيد أن السيد جبريل يعيد الأمور بقصد أو بغيره إلى وضعها الطبيعي..

أما عن التطبيع والاستقواء بالعدو وأمريكا.. فتلك حكاية أخرى أقحمت للمزايدة باعتبار السلطة هي أكبر المطبعين وأكثرهم وضوحا في التنسيق والتعاون الأمني والسياسي مع العدو.. وباعتبار السيد جبريل الرجوب على علاقة طيبة بليالي تل أبيب .

في سياق الموضوع،  يمكن أن نستشف بسهولة كبيرة أمرين على درجة كبيرة من الأهمية؛ أولهما، الوضع الصعب الذي تتحرك فيه السلطة الفلسطينية الموجودة بين أكثر من نارين.. والذي يجعلها أحيانا مع الكل بقدر ما يجعلها مع “لا أحد”..، وثانيهما خفة بعض مسؤوليها.. ونزقهم السياسي في التعبير عن مواقف لا تصلح إلا لإثارة مزيد من الغبار حول القضية المركزية.. وتضرب في العمق مبدأ الحياد الذي يقف على مسافة واحدة من جميع الأصدقاء..

السيد جبريل الرجوب أكبر مسؤول في شؤون الرياضة، بهذه الصفة لا بغيرها، حضر إلى الجزائر..والرياضة أخلاق ..ما لم تتخذ من المال هدفا ينسف كل شيء جميل فيها..

وبالحديث عن الأخلاق، لا نريد الخوض في الحياة الشخصية لهذا المسؤول غير المسؤول.. والذي انتصرت عنده أخلاق الثروة على أخلاق الثورة..

ولمن لا يعلم، فقد سبق له أن صرح بأن الجزء الغربي من المسجد الأقصى والمعروف بحائط البراق.. هو حق أصيل لليهود.. يجب أن يكون تحت السيادة الإسرائيلية.. مضيفا أنه لا نقاش في ذلك.. وأنه سبق أن رفض مشروع قرار طرد الاحتلال من الفيفا..

فمن لم تأخذه الغيرة على قضية أهله، لن تأخذه على قضايا غيره..

وللقضية في أهلها شؤون..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock