كرونيك

لكل من يرغب في مزيد من العسل البحث عنه في مكان أخر

ينتظر الناخبون نتائج عمل الحكومة لتقييم نجاحها من فشلها قصد التصويت. في المقابل، تتكفل المعارضة بالمسائلة الضرورية حول كل صغيرة وكبيرة. تستدعي الوزراء وتستمع لتبريراتهم في جلسات عامة يتتبعها المواطن أو في جلسات مغلقة داخل لجان مختلفة.

قد تفشل الحكومات في تدبير الشأن العام. رغم ذلك، لا ينازع أحد حول شرعيتها. قواعد اللعبة واضحة: من ينجح في حصاد الانتخابات، يجلس في قمرة القيادة.

منذ أثينا إلى حكومة العثماني، تحمل هذه العملية اسم الديمقراطية. نظام الانتخابات قد يوصل تشكيلة من الوزراء يحملون مشاريع وافكار جريئة أو محافظة لمعالجة ما يمكن من اختلالات أو مواصلة تنفيذ برامج ناجعة.

في الحقيقة، ليس على الناخب أن يقلق كثيرا عندما يكتشف حكومة يهمها أكثر توفير وظائف ودخل محترم لمناضلي أحزابها حصريا، وصيانة أسنان وزراءها ليمتلكوا ابتسامة هوليود الشهيرة، عوض حطام وبقايا غير منتظمة ولا جذابة ولجوا بها الاستوزار أول مرة، قادمين من شقق ودروب الهامش.

ليس عليه أيضا أن يقلق عندما تستوطن أرجل حديثي النعمة، الأحذية الإيطالية والفرنسية الشهيرة مكان صنادل أولاد الشعب.

المقلق حقا هو حينما تظهر البوادر والإشارات جليا أن المعارضة التي يعول عليها الناخبون بديلا محتملا، تحلم أن تكون مجرد نسخة رديئة من الحكومة.

تعرفون قصة العسل. لا بأس أن يلعق من “يقطعه” أصابعه من حين لآخر.

كما الأسنان والأحذية والبذلات، فلعقة الوزير مختلفة تماما عن لعقة بقية الخلق. لعقة واحدة قد تساوي فيلا جميلة أو ضيعة خضراء.

أحيان أخرى، تصبح اللعقة زوجة ثانية، وفي حالات نادرة، مدلكة تعرف أزقة وحارات باريس.

اللعق لا يتشابه، ولكنه يسمى بكلام أوضح وأفصح  ريعا.

حكومة الظل البريطانية أو المعارضة، لديها نفس عدد وزراء الحكومة الفعلية. بعد الانتخابات قد يتبادلا أماكنهما داخل البرلمان.

في المغرب، يشكل حزب البام، صاحب الترتيب الثاني في الانتخابات الأخيرة، جزء كبيرا من المعارضة.

حزب الأصالة و المعاصرة، والمعارضة.

لا أحد يعرف بالتحديد ماذا يعارض هذا الحزب منذ ولادته سنة 2008. سواء صوت أو امتنع عن التصويت، فقد مرت كل  “الإصلاحات” الكارثية التي أتت على الأخضر واليابس في المجال الاجتماعي وتواطأ في منح رئاسة مجلس النواب لحزب متلاشي لا يملك ما يكفي من  نواب لتكوين فريق كرة قدم.

يتبارز أعضاء البام في معارك طاحنة من أجل احتلال المواقع داخل الهرم، ويمنون النفس بكوطا الشباب والنساء والفضائيين، استعدادا لمشاركة حكومية منتظرة.

أطفأ الحزب شمعته الثانية عشر دون ضجيج.

منذ 2008، غادر من غادر وتغيرت أشياء كثيرة.

رغبة  المغاربة العارمة في التخلص من حكومة فاشلة تشكل فرصة استثنائية  للحزب المعارض الأول، شريطة أن ينفض عنه جوقة الطامعين وأصحاب المصالح الخاصة.

حتما سيجيد عبد اللطيف وهبي تقسيم كعكة الاحتفال بالتساوي. ولكل من يرغب في مزيد من العسل أن يبحث عنه في مكان أخر.

في كل الأحوال، عيد ميلاد سعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock