كرونيك

لا زربة على لقاح…!

مثل سراب الصحراء، لا زال موعد بداية التلقيح ضد كورونا يبتعد كلما اقتربنا منه.

منذ الإعلان عن قرب الشروع في العملية الكبيرة، التي ينتظر منها المغاربة خلاصا من شبح المرض، والأجل يتمطط.

لا زربة على لقاح، اذن.

ربما، قرر وزير الصحة استشارة الدكتورة نبيلة منيب.

وقد تنجح في اقناعه ان الأمر لا يتعدى مؤامرة ماسونية صهيونية إمبريالية.

قامت القيامة في المنطقة، وعملية التلقيح لا زالت متمنعة.

أصبح طريق موريتانيا سالكا بعد تدخل جراحي دقيق ومدروس.

ثم وقع ترامب على اعتراف تاريخي بمغربية الصحراء، وحضر الإسرائيليون للمغرب ليوقع العثماني كذلك على نهاية القطيعة بين المغرب وإسرائيل، ونهاية بروبغندا حزبه النضالية “الممانعة “و”الصامدة”.

بدأ التلقيح في أوربا وفي أمريكا، ولم يظهر له أثر هنا.

هل ينتظر وزير الصحة ان يجيب أطباء وأساتذة الطب عن كل الأسئلة الممكنة والمتخيلة لنمر إلى الشق العملي؟

خصصت التلفزة المغربية ركنا قارا في نشرتها الرئيسية لأسئلة المشاهدين. يشبه ركن المفتي القديم. وما على أساتذة الطب المحترمين الا الصبر في مواجهة أسئلة تتكرر وتصيب بالملل حول اللقاح.

هل يمكنني تلقي اللقاح إذا كنت من هواة رياضة المصارعة الحرة؟

هل اللقاح الروسي يشبه اللقاح الصيني أم يشبه دببة الباندا؟

أظن أن العملية الإعلامية الجارية قد بلغت ذروتها، ولا داعي لمزيد من التعذيب والاجترار دون فائدة.

اقتنعنا، واقتنعت معنا الأشجار والأنهار والنجوم في سماء الله أن اللقاح نافع وضروري لوقف العدوى.

على الأقل، هذه المرة حددت وزارة الصحة تاريخا خلال العام المقبل، وبالضبط في منتصف شهر يناير.

سنرى.

عدوى التأجيل أصابت حزب العدالة والتنمية أيضا.

لن يعقد مجلسه الوطني، ولن يناقش تطورات القضية الوطنية والوضع في فلسطين.

التأجيل هو سيد الموق، وموقف من لا موقف له.

تأجيل أفعال الحياة هو الموت بعينه.

حالة المرض هي توقيف اضطراري للحياة.

لكن المرض هو الحافز الأساسي للبحث عن الصحة، حسب نيتشه.

كتب نيتشه:

“هكذا تتراءى لي الآن تلك الفترة الطويلة من المرض، لقد اكتشفت الحياة من جديد، بما في ذلك نفسي، وعاد بوسعي إن أتذوق كل الأشياء اللطيفة بما في ذلك الأشياء الصغيرة، كما لا يستطيع أحد أن يتذوقها بتلك السهولة.

هكذا جعلت من رغبتي في الحياة ومن رغبتي في أن أكون معافى فلسفتي الخاصة.”

لم تشهد منتزهات وشواطيء وجنبات البحر إقبالا مثل هذا العام، ولم يكتشف المغاربة نشوة ومنافع التجوال والسفر وتذوق الطعام في المقاهي والمطاعم مثل هاته الفترة “الوبائية”.

سؤال أخير لوزير الصحة:

هل سيتم التلقيح عبر التلفزيون فقط؟

نحن في الانتظار اذن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock