لا تتعجب… من يرفض اللقاح اليوم… سيحتج غدا بسبب غياب ذات اللقاح…!
لا فرق بين من ينتظر اللقاح ليمد ذراعه فرحا من أجل حقنة واقية، ومن يتأهب لرفضه بتعالي واستكبار.
كلاهما خائف ومتعب.
كلاهما مل من لعبة القط والفأر مع فيروس حذق ومتطفل.
إنه في كل مكان، يلتصق بالأشياء ويتربص بأي حديث بين اثنين، فيتسلل مثل سارق شقق ليلي، لينشر الحمى والدمار داخل الجسد.
سلاح المقاومة الوحيد هو أن تتفادى موعدا مزعجا، وربما قاتلا، مع الفيروس، ما يعني ضمنا، تفادي الناس والتجمعات والحياة برمتها.
أما الفيروس، فمن خصاله النادرة أنه ديمقراطي وعادل.
أصاب رؤساء الدول.
أصاب نجوم الكرة والرياضة.
أصاب القارات الخمس، دون تمييز.
في الماضي القريب، كان العالم يجلس مرتاحا وراء التيليكومند يتفرج على فيروسات وأمراض غامضة، مثل إيبولا وحمى بعوض النيل، تضرب شعوبا فقيرة دون غيرها، فتحولها إلى فقرة تؤثث نشرات الأخبار، لا غير.
فجأة، تحول العالم أجمع إلى محارب للفيروس المستجد، وبينما انشغل البعض بالباراجات السخيفة والجري وراء المواطنين لتغريمهم، اشتغل البعض الأخر على صنع لقاح يليق بالضيف الثقيل.
هكذا، بعد بضعة أشهر، توالت الأخبار من هنا وهناك عن لقاحات تثبت يوما بعد يوم فعاليتها في وقف غزو الفيروس التاجي.
من لا يملك سوى فم عريض ولسان طويل، نزل سبا وشتما في كل محاولة علمية.
فقال البعض إن في الأمر شريحة ستزرعها جهة مجهولة للتحكم في العالم.
البعض الآخر سخر من دولة بعينها: الصين، مستدلا بما يشتريه من سلعتها الرخيصة.
أما الإعلام الرسمي، فدافع عن اللقاح بعد أن قررت الدولة المغربية الشروع في حملة تلقيح واسعة، بعد أن تمكنت من توقيع اتفاق مع الصين.
من يملك حلا أخر فليتفضل مشكورا.
اما بالنسبة لشريحة التجسس، فلا حاجة ماسة لها الأن، بعد ان تأكد لمن كان ربما يخطط لها، أن خبايا هذا الشعب قد كشفتها الجائحة.
لا يجيد الانضباط.
لا يجيد التعليم، عن بعد وعن قرب.
لا يصنع اللقاح ولا الدواء.
أناني لدرجة القرف، وفيتامين سي شاهدة على ما أقول.
ماذا بعد؟
لا تتعجب كثيرا إذا صادفت من يرفض اللقاح اليوم وهو يحتح غدا… بسبب غياب ذات اللقاح.
فالمغربي المنتظر للقاح الخلاص و الرافض له لا يستقران على رأي،و هذا ايضا لا حاجة لشريحة تجسس لكي يعرفه عنا القاصي قبل الداني.
أليست الرأس التي لا تدور كدية؟