خلال زمن بعيد، كان حزب التقدم والاشتراكية حزبا شيوعيا. انتفض المرحوم علي يعته في غضبة حقيقية من فوق منصة البرلمان؛ نعم، أنا شيوعي.
قيل عن الرجل :
حين تمطر السماء في موسكو، يخرج يعته مظلته في الرباط.
ارتباط الحزب بالشيوعية يأتي من نشأته الأولى سنة 1943، حزبا شيوعيا بلا شك أو ريبة.
بعد رحيل علي يعته وأفول الشيوعية عبر العالم، تدحرج الحزب من المعارضة إلى حكومة التناوب الأولى، ثم الثانية، قبل أن يقفز في أحضان بنكيران.
كلفت هذه القفزة إعادة تدوير الحزب إلى كائن غريب. بدا مثل الغراب الذي ترك مشيته الاولى وحاول تقليد الحمام، عندما فشل، اكتشف انه لم يعد يجيد لا هاته ولا تلك.
يترنح حزب الحاج نبيل بنعبد الله شاردا بين معارضة لم يعد يملك من خطابها سوى ضجيجا لا يكترث له أحد، وبين الرغبة في استرجاع دور الكومبارس في أي اغلبية قد تأتي بها انتخابات قادمة.
الصناديق ربما تعجل بنهاية الأحزاب الفاشلة.
خلال ندوة افتراضية نظمها المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، تكريما لعبد الرحمان اليوسفي استحضر اسماعيل العلوي دفاع الحزب عن المناصب المالية لقطاع التعليم دعما للمدرسة العمومية.
ومن باب الإنصاف، فعل ابن الحزب هذا الشيء الكثير لإعادة بريق مستحق لنساء ورجال التعليم.
أصاب خرس مفاجئ الحزب الشيوعي السابق حين شرع بنكيران في تفكيك وضع موظفي التعليم وتسليعهم مثل الورق والطاولات، ليحولهم لمياومين بعقدة عمل بئيسة.
لا شك ان المرحوم على يعته تقلب في قبره حسرة على حزب تحول الى ملحقة متواضعة للعدالة والتنمية.
في الحقيقة، مظلة علي يعته المفتوحة في الرباط إرضاء لموسكو لم تكن تكلف المغاربة درهما واحدا.
اما حلفاء نبيل بنعبد الله السابقون فقد اغرقوا الدنيا والاقتصاد بسلع محبوبهم إردوغان، آخرها خمسمائة حافلة بالتمام والكمال.
مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة، أكد أن المغرب يقوم حاليا بصناعة مئتي حافلة، قبل أن يعرب عن أسفه الشديد، بعد استيراد مدينة الدار البيضاء للحافلات من تركيا.
تتيح المعارضة للحزب الفرصة لغسل ثوبه والوقوف بشجاعة أمام السياسات التفقيرية لحليفه القديم.
على الأقل، تذكروا أن علي يعتة كان بينكم يوما ما.
