قضية الزلزولي.. حتى لا ننسى
اضطربت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، وماجت بمن فيها، بعد قرار لاعب كرة القدم عبد الصمد الزلزولي عدم اللعب للمنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا التي ستنطلق بعد أيام، ومما لفت انتباهي، هو تصريح فوزي لقجع حول ما دار بينه وبين الزلزولي، من أنه لن يحسم قراره إلا بعد نهاية كأس إفريقيا.
ولمن تأمل هذا التبرير الذي نقله لقجع على لسان الزلزولي، يجد أن اللاعب يخشى أن يفقد مكانته في الفريق الكاتلوني، إذا ما إنضم إلى المنتخب المغربي في هذه النهائيات، وهو بهذا يريد أن يضمن مكانه في برشلونة أولا، وهذا حقه، وليس لأحد لومه أو عتابه، وأنا لا أكتب الآن في هذا الموضوع لوما له وعتابا عليه، وإنما كلامه وموقفه، جعل قصتين تعرضان لخاطري.
فأما القصة الأولى، فهي تخص اللاعب حكيم زياش، فحين اختار اللعب للمغرب، لم يفكر قط، في إمكانية أن يخسر مكانه في أجاكس، بل وإنه ذهب أبعد من هذا، في الرد على أحد الصحفيين، حين قال له: ” الأم هي التي تربي وليس التي تلد”، فجاء جواب زياش، من غير أن يجمجم أو يتلعتم أو يداري، :”لا أشعر بأي انتماء للأم التي ربتني”، وقد وقفت كثيرا أتأمل هذا الجواب التلقائي، وأحاول أن أعرف من خلاله من أين أتى هذا اللاعب بهذه القوة، فوجدت أسبابا كثيرة، أهمها أنه لاعب بمواصفات عالمية، وتقنيات عالية، تجعله يفرض نفسه على فريقه، وإن لم يلعب في أجاكس، فإنه سيلعب في أي فريق أكبر من أجاكس.
وأما القصة الثانية، فهي للاعب منير الحدادي، فبعد رفضه اللعب للمغرب، وتفضيله لإسبانيا، وتخليها عنه بعد ذلك، خضنا معركة كبيرة لأجل تمكينه من اللعب للمغرب، صرفنا فيها المال والجهد، وفي النهاية لم يقدم للمنتخب المغربي أي إضافة.
فلو كان الزلزولي، يعرف من ذات نفسه أنه مثل زياش، لما تردد في القدوم، لأنه سيدرك أنه أكبر من برشلونة، كما أدرك زياش أنه أكبر من أجاكس والآن برشلونة تطلب وده، وأما لو كان الزلزولي مثل منير الحدادي، فلعبه للمنتخب المغربي مثل عدمه.
هذا، وكنت أمني النفس أن الوقت الذي تم تضييعه لإقناع الزلزولي باللعب للمغرب، لو تم صرفه لإصلاح ما بين زياش ومدرب المنتخب، لعاد علينا بالنفع، ولعل قائلا يقول لي: ” هناك منتخبات استغنت عن لاعبيها الكبار، ومع ذلك أحرزت البطولات”، وهذا كلام صحيح، ولكن من المحزن أن نحرز البطولة، ولا يكون زياش ضمن الفريق، بعد الذي فعله.