قبيلة الأشانتي

وديع بكيطة

تعتبر قبيلة الأشانتي Asante أو Ashantis أكبر قبيلة في دولة غانا، وهي مجموعة فرعية من أكان Akan، ويقدر عدد سكانها بحوالي 12 مليون نسمة، وتمتد إلى دول أخرى مثل التوغو وساحل العاج … يتكلم هذا الشعب لغة توي Twi، وهي من أكثر اللغات استخداما في غرب إفريقيا، تعتبر مدينة كوماسي Kumasi التي تأسست سنة 1680م عاصمة لهم وهي من أكبر مدن غانا، وقد ساهم الموقع الاستراتيجي في أن تصبح المدينة مركزا ماليا وسياسيا.

يدين أغلب شعب الأشانتي بالمسحية، والبعض الآخر بديانات تقليدية، ومنهم من يدين بالإسلام، الذي يتزايد في أوساطهم.

وفقا لهذا الشعب العظيم، فإن هذه القبيلة قد أسست أولى إمبراطورتيها في عام 1670م على أرض كانت ثرية بالذهب، والذي شكل عملة تبادل بينهم وبين الأوروبيين، إضافة إلى تجارة العبيد التي كانت منتشرة آنذاك، بحيث كانوا يغزون القبائل الأضعف ويبيعونها كعبيد.

عرف هذا الشعب هجرة إلى مجموعة من المناطق، خاصة دول الكاريبي، وبالضبط جامايكا، حيث يوجد تأثير واضح للثقافة الأشانتية في أسماء المدن الجامايكية “اسم جامايكا نفسه” واللباس والمظهر الجسدي والوشم … يمتلك هذا الشعب كذلك مجموعة من الأطعمة الخاصة به مثل “فوفو Fufu” و”مبوتو مبوتو Mpoto Mpoto” … والتي يتشاركها مع قبائل أخرى وتميزه عن أخرى.

حارب العديد من الأشانتي من أجل استقلال غانا من الاستعمار البريطاني، ونجحوا في جعلها ثاني دولة في غرب إفريقيا تحصل على الاستقلال، بعد ليبيريا. وهم شعب أمومي حيث الأطفال لهم نسب الأم، هذا النسب هو من يحدد حقوق الأرض والإرث والألقاب … بينما نسب الأب يبقى ضعيفا رغم أنه مصدر للإرث.

يقدم الشاب للفتاة بفترة الخطوبة خاتما ذهبيا “بتيا” (دلالة على الحب)، ولا يعتبر الزواج طقسا مهما، إلا باعتباره طقس عبور من مرحلة الطفولة إلى البلوغ، كما تقوم التقاليد على مفهوم العفة قبل الزواج، ويقدم أهل العريس لأهل العروس مجموعة من الهدايا ليس كمهر، بل تعبيرا عن هذا الاتفاق بين العائلتين.

تنص الأعراف والقوانين على أن العلاقات الجنسية بين الرجل وبعض النساء محظورة، حتى لو لم توجد رابطة دم، عقوبة ذلك هي الموت، رغم أن هذا الأمر ليس وصمة عار، مثلما هو سفاح القربى، من ضمن هذه المحرمات نجد: الأخت غير الشقيقة لأب، والتي قد تكون أيضا من قبيلة أخرى، ابنة شقيق الأب، امرأة من نفس الأب، زوجة الأخ … الخ.