في نقد التراث
لابد من ثورة فكرية ودراسات نقدية لثراثنا رغم ما بدله العديد من المفكرين في هذا الاتجاه لكنه غير كاف لنسف الأسس العميقة الداعمة للفكر الظلامي المتحجر المشين والمسيء للإسلام والمسلمين .
ففقهاء التعصب يوظفون الشواهد الدينية المقدسة (آيات وأحاديث وأقوال السلف) لأغراض خاصة للحفاظ على مصالح الجماعة وقد تتناقض كليا مع مصالح الدولة والمجتمع، فهم يحلمون باستعادة الأمجاد الغابرة لا وجود لها الا في مخيلتهم فساهموا ولازالو في تخلف شعوبهم .
فهم ينتزعون الشواهد المقدسة من سياقاتها الاصلية ويلوون عنقها ويوظفونها في سياقات جديدة لا علاقة لها بظروفنا الراهنة ودون ان يتمكن المتلقي من رفضها او مناقشتها خوفا من اتهامه بالتكفير. الخ.
وهذه العملية بقومون بها عن وعي للحد من الاجتهاد واعمال العقل للوقوف في وجه اي تجديد للمفاهيم والنصوص الثراثية.
بهذا الاسلوب يقلبون معادلة النقاش و التناظر حول قضيانا الراهنة فترجح كفة متحاور على الاخر ،حيث يصبح مصدر الخطاب سماوي في مقابل خطاب دنيوي.
ويتحول النقاش من الافقي الى العمودي مونولوجي غير قابل لا للنقاش ولا النقد فبالأحرى الطعن وهكذا يتم تكميم الافواه لتمرير مغالطاتهم.
هكذا يمررون مغالطاتهم ويغلق باب الحوار.
ولتحقيق هذه الثورة الفكرية لابد من من الثورة على قواعد التفكير السلفي الرجعي وايديولوجية الشيخ المبجل الذي لا ياتيه الباطل من امامه ولامن خلفه والذي اصبح(هذا الشيخ)يفتي في كل مناحي حياتنا من الاستيقاظ الى النوم واصبح المجال العام تحت رحمة الشيخ ومريديه.
لهذا نحتاج الى كثير من الجراة في طرح الاسئلة الحارقة مع توسيع دائرة المخاطبين لخلق نقاش عام .