في محاولة فهم ما يجري
إن سقوط جدار برلين ،وتفكك المعسكر الشرقي في التسعينيات، قد اضعف حضور الشرق الاشتراكي على الساحة الدولية مما جعل العالم يعيش تحت رحمة نظام القطب الواحد واصبحت امريكا دركي العالم. فأصبحت هي القوة العظمى التي تهيمن على كل الممرات المائية والتجارة والمال والاعمال ….الخ. حتى انها تجاوزت مجلس الامن الدولي في الذهاب للحرب على العراق…. ووضع منظومة دفاعية على أبواب روسيا…. كما انها وهي قائدة “الرأسمال العالمي الحر” اشعلت فتيل حروب إقليمية لضمان الهيمنة في تواز مع هيمنة الدولار على المعاملات المالية الدولية.
وسط هذه العواصف تفتقت عبقرية الصين في هندسة طريق الحرير وضخامة الانتاج واتفاقيات ثنائية قلبت الميزان التجاري لصالحها وامنت امداداتها الطاقية من روسيا وايران…إلخ
في هذه الظروف شن “الرسمال العالمي الحر ” حروب الجيل الخامس على ارض سوريا لمنع وصول روسيا للمياه الدافئة ونقل غاز الخليج الى اوروبا لإضعاف الموقع التفاوضي الروسي التي عرفت ولادة جديدة مع وصول القيصر بوتين الى السلطة و قضائه على طبقة الأوليغارش .
في هذه الحرب كان الرأسمال العالمي الحر يتوقع الانتصار وكذلك الهزيمة لهذا كانت له خطة A وخطة B.
في حالة الهزيمة كان الرأسمال العالمي الحر يهيئ نفسه للجيل السادس من الحروب أي الحرب الفيروسية .
لكن “الرأسمال العالمي الموجه” طور الجيل الخامس من الاتصالات لا يعرف العالم عنها إلا القليل وأظن أنه استطاع باعتمادها الدخول الى قاعدة المعطيات للدول الكبرى واطلع على خطط حروب الجيل السادس في الملفات السرية التي هيأها كبار ضباط الجيش والاستخبارات” للرأسمال العالمي الحر”.
هكذا انقلب السحر على الساحر وتحول “العالم الحر” إلى ساحة حرب بفضل التطور التقني والرقمي للرأسمال الموجه وطبعا ليس عملية ميكانيكية بل هي تفاعل كيميائي يضم اكثر من عنصر.
وهذه الحرب ستكون لها تداعيات اقتصادية اجتماعية وسياسية داخل الدول والتكتلات الاقليمية والمؤسسات المالية والسياسية الدولية وكل المحللين يتفقون على ولادة عالم جديد بعد كورونا ،مما يعنيه ذلك من انتقال مراكز السلطة من الغرب إلى الشرق بعد ولادة عسيرة لا أحد يستطيع تبين ملامحها رغم وجود بوادر لتفكك الاتحاد الأوروبي .
لكن هل يجوز طرح الاسئلة التالية:
هل هذه الشروط، مناسبة اليوم إقليميا ودوليا لـ “الشخصية المغربية” أن تبني نموذجا سياسيا واقتصاديا يكون نقطة ارتكاز في شمال وغرب أفريقيا؟
وهل النخبة المغربية السياسية والاقتصادية والثقافية مؤهلة لصياغة هذا النموذج والدفاع عليه داخليا وفي المحيط الإقليمي والدولي؟