في مأساة لبنان: سؤال حركة التّقدم العربية
إن تحولات تاريخية تتم الآن في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط (=الأقلمة، التسوية، التطبيع وما يليهم)، ولئن كان بعضها يُسيء إلى نضال حركة التّقدم العربي (في مفهومه الإنساني الواسع)، فإنه يفتح آفاقا عريضة لوسيع وتعزيز جبهة النضال ضد الامبريالية والصهيونية والقوى العربية الضالعة مع المخططات الأمريكية. وأن الاستفادة من “الفرص الجديدة” التي تُتيحها التحولات الجارية هي مسؤولية تاريخية تقع على عاتق كافة القوى الوطنية والتقدمية العربية، حكومية وغير حكومية.
إن التحولات المذكورة التي تتمّ الآن في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط (وحلقتها المركزية لبنان)، وإن كان بعضها يُسيء إلى جبهة التّقدم العربية، فإنها، مع ذلك، وبه، تفتح آفاقا عريضة لتوسيع وتعزيز هذه الجبهة. وتَفْترض تعديلا مطلوبا للرؤية العربية لاحتياجات النضال ضد المشروع الاستعماري بالمنطقة بما هو وبه:
أ- سيساعد على تغيير ميزان القوى في قلب العالم العربي لصالح الشعوب (وفي مقدمته الشعب اللبناني) بعد أن مال لصالح أمريكا وإسرائيل خلال السنوات الأخيرة (وها هو حَفِل بأول تتويج =التطبيع الإماراتي-الصهيوني).
ب- أن يمنع أمريكا من استقطاب هذا العدد الكبير من البلدان العربية في نظام التحالف الجديد.
ج- ثم من حيث هو، لا يتناقض على الإطلاق مع ضرورة الدعم المُسْتمر لجبهة التقدم العربية لأن دعمها وإزالة كل ما يسيء إليها، وخاصة ما يتعلق بـ “اصطناع المحاور؟” تُضْعف لامحالة من وحدة هذه الجبهة، وهو شرط (أساسي) لنجاح الرؤية المُفْترضة والمُقترحة في آن.