غيّر الاتحاد الدولي لكرة القدم من لهجته الشديدة، عادة، حين يتعلق الأمر بالشعارات الاحتجاجية التي يرفعها بعض لاعبي كرة القدم خلال المباريات، أو يقومون بها خلال الاحتفال بالأهداف وما شابه. وفي خضم التحاق لاعبي كرة القدم بالاحتجاجات، المتواصلة منذ أيام، على عنصرية الشرطة الأميركية بعد مقتل مواطن أميركي أسود، هو جورج فلويد، على يد شرطي أبيض، خلال توقيفه وخنقه حتى الموت بوضع ركبته على عنق فلويد، أظهر عدد من اللاعبين، سواء خلال المباريات أو التدريبات، تضامنهم مع جورج فلويد، ونددوا بالعنصرية، وأظهروا شعار «حياة السود مهمة» مكتوبة على قمصانهم الداخلية، كما فعل لاعبا فريق دورتموند الألماني، المغربي أشرف حكيمي والإنجليزي جاندو سانشو. وقالت صحيفة «ميرور» البريطانية إن «فيفا» يلتف على قوانينه، حيث بدا أكثر تساهلاً، بل ومشجعاً للاعبين المتعاطفين مع مقتل جورج فلويد. وقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني أنفانتينو: «لإزالة أي شك حول انخراط (فيفا) بقوة في أي مشهد ضد العنصرية، فتعاطف اللاعبين واحتجاجاتهم الأخيرة يستحقان التصفيق وليس العقوبة».
وتنسجم واقعة جورج فلويد مع إحدى القضايا المهمة التي يناضل ضدها «فيفا»، ويدعو إلى استئصالها، وهي «عنصرية الملاعب»، لذلك كانت لغته لينة، بل ومشجعة لاحتجاج اللاعبين ضد العنصرية بكل أشكالها، خصوصاً الممارسة ضد السود.
وقال «فيفا» في بيانه حول احتجاجات اللاعبين، إنه يترك أمر التعامل معها لكل اتحاد على حدة، لكنه أبدى تفهمه لتعاطف اللاعبين، ويرى أنها لا تخالف القوانين، بل يشجعها، وشدد على أن الهيئة المختصة بقوانين كرة القدم وضوابطها (إيفاب)، لديها تشريعات خاصة بهذا الأمر، لكنه لا يريد أن تنسحب على هذه الواقعة بالذات.
ودعا الاتحادات المحلية إلى عدم التعامل بشكل حرفي مع القوانين المعاقبة لكل شكل احتجاجي من اللاعبين، وأن تحاول التوفيق بين ما يقوم به اللاعبون، وبين الوضع العام، والتعاطف العالمي مع ضحايا العنصرية.
وختم البيان بتصريح لأنفانتينو شدد فيه على ضرورة أن يتحد الجميع ضد العنصرية بكل أشكالها، مردداً الشعار الشهير لـ«فيفا» «لا للعنف، لا للعنصرية.”
وكان “فيفا” قد أصدر في وقت بيانا شدد فيه على ضرورة الفصل بين السياسة وكرة القدم، وعدم الخلط بينهما، إلا أن لواقعة جورج فلويد خصوصية جعلت «فيفا» يصدر بياناً ثانياً يبدي فيه التعاطف مع المحتجين من اللاعبين، خصوصاً في ظل انخراط الغالبية الساحقة منهم، سواء في الملاعب، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أبدوا غضبهم من العنصرية الممارسة ضد السود، ودعوا إلى وضع حد لها. وكان الاتحاد الألماني قد أبدى تفهمه لما قام به اللاعبون في «البوندسليغا»، في الجولة الماضية، وقال في بيان صحافي إنه فخور بدفاع اللاعبين عن المبادئ الإنسانية المعادية لكل أشكال العنصرية، إلا أنه سيترك أمر العقوبة للجنة المختصة بذلك.
