كرونيك

فيزا الستاتي، غضبة لطيفة، ونعمان الجميل

لطيفة غاضبة، أما عبد العزيز فقد أزبد وأرغى.

الجميل نعمان، صرح عاليا أنه تنازل عن ما أغدق عليه فردوس لفائدة صندوق كورونا. البقية الباقية اختلفت حول أسباب انزعاجها الشديد من المليار والأربع مئة سنتيم التي وزعتها وزارة الثقافة على خليط من الفنانين عبر المملكة، وربما خارج الحدود حسب لطيفة رأفت.

تتهم لطيفة رأفت وزير الثقافة بدعم شركة للبناء. وفي ذات الوقت تعترف أنها ليست متتبعة جيدة لما يجري ويدور في عالم الفن والدعم.

فلتسمح لي إذن أن أدافع عن الوزير. ربما قرر الوزير أن يدعم زميله في وزارة السكنى للقضاء على السكن العشوائي “بالفن”. واقصد هنا دون إثارة المشاكل وبدبلوماسية عالية كما يقصد المغاربة بتعبيرهم الدارج الجميل “بالفن”.

لا يفهم عبد العزيز الستاتي كيف لا يتم دعم أعماله ايضا. رغم انه حسب علمي واستنادا على ما سمعت منه مرارا، ليس في حاجة سوى لفيزا وباسبور.

وهما معا من اختصاص وزارة وقنصليات خارج نفوذ الوزير فردوس. الوزير الشاب لا يملك سوى مليار وأربع  مئة مليار سنتيم وزعها على من لا حاجة له بها، وترك مهنيي الفن يتسولون خبزهم اليومي.

على الحكومة أن تشرح جيدا لموظفيها مغزى اقتطاعات واسعة بحجة كورونا، وفي نفس الوقت استمرار تدفق المال العام في اتجاهات غريبة.

افهم جيدا اهتمام الحكومة بالطفولة وحرصها على أن يحقق كل طفل حلمه، والدليل القاطع هو حالة المدارس بالبوادي والجبال.

لم أصدق بعد انها سلمت ثمانية مليون سنتيم لطفل في الرابعة عشر من عمره.

اعرف انه يغني، ولا اشك البتة انه يرقص فرحا بهدية الحكومة.

هي اذن خطوة أولى لضخ المال العمومي مباشرة في جيوب الاطفال ليتمكنوا، بمعرفتهم وبمال الدعم من اصلاح مدارسهم واقتناء الحواسيب لزملائهم لكي ينخرطوا في حصص التعليم عن بعد.

فعلا، يحتاج عدد كبير من الفنانين للمساعدة العاجلة. وهي ضرورية لأن الفن والابداع ليسا ترفا بل وجه مشرق للبلد ورأس مال وجب الحفاظ عليه.ما يعيبه المغاربة على فردوس أن الدعم ذهب لغير أصحابه، وترك من هم حقا في حاجة إليه يتساءلون عن معيار القبول والإقصاء من دراهم الوزارة.

في انتظار تصويب مقاييس وزارة الثقافة لميزانها المعطوب، سننتظر لنرى المنتوج الفني لمن تسلموا الشيكات.

على الأقل، ستظهر للجميع العبقرية الخفية والمتميزة التي لم يرها سوى الوزير فردوس.

من أعراض كوفيد فقدان حاستي الشم والذوق، ويبدو ان لها أعراض خفية لا تصيب إلا المشتغلين بتدبير الشأن العام، منها فقدان البصر والبصيرة معا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock