فيديو مغربي وخرفان العيد يتسببان في جدال حول زيت المائدة بفرنسا
يقول المثل أن صب الزيت على النار يزيد الأمر فتنة، ويقول الفرنسيون أن قارورات زيت المائدة المعروضة في أحد الأسواق الممتازة بالمغرب وخرفان العيد، صبت الزيت في فتيل الجدال بين الفرنسيين ومسؤوليهم بسبب الندرة هنا والوفرة هناك في “كازا بلانكا”، وبين من يحتكر هذه المادة ومن يستهلكها بكثرة فعلا.
وطالعنا مقطع فيديو تم تداوله بكثرة على وسائط التواصل الاجتماعي خلال هذا الأسبوع، يظهر جانبا من أحد الأسواق الممتازة بالمغرب قنينات زيت المائدة معروضة بكل الأحجام وكل الأنواع، وهو ما اعتبره رواد الشبكة العنكبوتية دليلا على أن النقص في “السائل الثمين” وكذا بعض السلع الاستهلاكية اليومية في فرنسا أمر مدبر.
واعتبر بعض الفرنسيين، أن الفيديو في الواقع، تم إخراجه من سياقه إذ يعود تاريخ نشره إلى 25 أبريل، عندما بث العديد من مستخدمي الإنترنت صورا لمخزونات الزيت التي عثروا عليها في بلدهم الأصلي المغرب، من أجل تفنيد ادعاء أن النقص الحالي في هذه المادة بفرنسا مرتبط بشهر رمضان.
فالندرة الحاصلة في هذه المادة الحيوية التي تضرب فرنسا بشدة. سببها حسب القنوات الرسمية الفرنسية هو لعنة الحرب في أوكرانيا. لكن بعض الفرنسيين، مثل ميشال لوكلير، صاحب كبريات المتاجر الممتازة بفرنسا ذهب إلى خلاف ذلك، بل وأبعد، حين ادعى يوم الثامن من أبريل، أن سبب الندرة يعود إلى استهلاك المسلمين لهذه المادة بكثرة لتحضير فطائر رمضان، ثم عاد ليقول في بحر الاسبوع الجاري، أن السبب هو استعمال المسلمين الزيت في طهي خروف العيد، في تجاهل مخجل، لأنه خلط بين عيد الفطر وعيد الأضحى، وحتى لو افترضنا أنه عيد الأضحى ، فميشال، يجهل تماما كيف يحضر المسلمون، وخاصة المغاربيون لحوم الأضحية خلال هذه المناسبة، وهو بتصريحه المجانب لصواب، هذا، أصبح يغدي الشائعات الأكثر جنونا لدى الفرنسيين.
وغذى هذا الادعاء، نظرية أخرى “متحورة”، تم نشرها عبر مقتطف من تقرير صادر عن قناة “بي إف أم باريز”، والذي انتشر على الشبكات الاجتماعية لبضعة أيام، والذي دعا إلى فكرة أن نقص زيت المائدة سببه استهلاك المسلمين لهذه المادة بكثرة خلال شهر رمضان.
لكن ميشال لوكلير، الرئيس التنفيذي لمتاجر لوكلير الشهيرة، عاد ليقول في بحر هذا الأسبوع أن هذا النقص ليس نتاج الحرب في أوكرانيا، وقال “هذا هراء”. إن زيت عباد الشمس المفقود هنا اليوم أو الذي يتم إرسال الناس للحصول عليه هو بذور تم حصادها العام الماضي. لذا فهي تكهنات، وليس هناك سبب لترك الأسعار ترتفع على هذا النحو.”