رياضة

فوز وحيد في قطر رهين بـ”تحطم طائرة” منتخب بلجيكا و”سقوطها” على منتخبي كرواتيا وكندا

جمال اشبابي

لا يوجد شيء أكثر دلالة من هذه الصورة لمدرب المنتخب المغربي وحيد حاليلوزيتش، وهو يشد على رأسه، وكأن الصورة التقطت أصلا لهذه الظرفية الكارثية التي يمر منها منتخبنا الوطني لكرة القدم، في عهد المدرب العجوز، العنيد.

ورغم الهزيمة المذلة أمام منتخب الولايات المتحده الأمريكية بثلاثية نظيفة دون رد، يبدو أن ضغط الشعب المغربي، لم يعد يكفي للقطيعة مع عهد وحيد، بل حتى تدخلات فوزي لقجع جاءت مكرسة للوضع القائم منذ اشتداد الضغط عليه من طرف الرأي العام المغربي ومطالبته برحيله، ليبقى وحيد في مكانه تحت شعار “المنتخب لوحيد، والصبر للجميع”

المسؤولية الكاملة لما وصلنا إليه اليوم يتحملها فوزي لقجع باعتباره السلطة الوصية على منتخبنا. فطبيعي أن يتمسك وحيد بمنصبه وبراتبه السمين الذي يصرف من أموال دافعي الضرائب، ورغم أن منصب رئيس الجامعة يقتضي من السيد فوزي لقجع تسيير المرفق العام وفقا للمصلحة العامة والإنصات لنبض الشعب.

الحكاية ليست مجرد هزيمة في مقابلة، مهما كان الخصم، بل الأمر أخطر بكثير من ذلك، إذ بمجرد وصول وحيد لدكة المنتخب الوطني، قام بتدمير ما تم بناؤه منذ 2016 في عهد المدرب رونار، عوض الإحتفاظ بالإنجاز ومحاولة مواصلة البناء. لكن ضعف مهنية وحيد وعناده دمرا كل شيئ.

تقنيا، هزيمة أمس أمام الولايات المتحدة الأمريكية، كانت جد منتظرة، والمضحك، أن بعضهم علل ذلك بأنها مجرد مقابلة ودية، وأن فرنسا، بطل كأس العالم الأخيرة كانت مبارياته الإعدادية غير مرضية لكنه مع ذلك فاز بالكأس. فهل يعقل أن نقارن منتخبا مهيكلا وقائما بذاته مع منتخب يسيره منطق العناد والتعصب.

نتفق جميعا أن وحيد نهج خطة لعب تعتمد منذ البداية 3-5-2، هي خطة ولدت ميتة، عوض اللعب بأربعة مدافعين في الخلف خاصة عندما نلعب أمام منتخب سريع كالولايات المتحده الأمريكية، لكن خطة وحيد لا يفهمها سوى وحيد، وكان الأجدر به اللعب بـ4-3-3 أو 4-2-3-1، والحصيلة، ثمان تسديدات على المرمى وصفر هدف مسجل، مقابل العشرات من الفرص سجل منها الأمريكيون ثلاثة.

المضحك والمبكي في نفس الوقت، أن مدرب الولايات المتحدة كان واقفا طوال المباراة رغم تقدم فريقه، ووحيد يجلس في هدوء وطمأنينة رغم سيل الأهداف ضدنا، ليتأكد للمغاربة أن هناك خلل كبير في تسيير هذا المنتخب، بل وفي تفكير وحيد.

تيقن المغاربة كذلك، أن بمنتخبنا أربعة لاعبين فقط يمكن الإعتماد عليهم، حكيمي (لم يكن في يومه)، ٱݣوراد وحريت وتيسودالي، بالإضافة إلى بونو، الذي لا يحق لنا أن ننتقده فلولاه لانهزمنا بأكثر من سبعة أهداف.

واتضح جليا لكل المغاربة أن بعض لاعبي منتخبنا الوطني لا يستحقون شرف حمل القميص الوطني، لعدم كفاءتهم ومنذ وقت طويل بكل بساطة، ورغم ذلك يتم المناداة عليهم كل مرة، وهم بذلك يسيؤون إلى أنفسهم وإلى المغرب كما يسيئ إليه وحيد، فعندما نذهب إلى “الحرب”، نجهز أقوى وأفضل القوات والمعدات الأكثر كفاءة وجاهزية.

ونتساءل الٱن، ما الهدف من الذهاب إلى قطر، لينتهي بنا المطاف في الصف الأخير، فبهكذا مدرب، وبهكذا خطة، يبقى الأمل الوحيد لكي نتأهل إلى الدور الثاني في المونديال، أن “تتحطم” طائرة المنتخب البلجيكي و”تسقط” شظاياها على المنتخب الكرواتي والكندي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock