رؤى منطقية

فكما أن “مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس”، فإن “مغاربة اليوم ليسوا مغاربة الأمس”

فعلا، عادت الدولة المغربية بقوة تزامنا مع أزمة كورونا وحرب أوكرانيا، واستطاعت أن تصون أمنها الصحي رغم ضعف وهشاشة البنية الصحية التي دق ناقوسها تقرير الخمسينية وأكده تقرير المشروع التنموي   …

فبفضل القرار الحكيم الاستباقي بتنصيب لجنتي اليقظة الوبائية واليقظة الاقتصادية، وبفضل جاهزية الجيش الأبيض المدعوم بالفرق الطبية   للقوات المسلحة الملكية وصموده وتضحياته في ظرف وجيز تم التحكم في محاصرة الفيروس بأقل الخسائر والتكلفة والقيام بالتطعيم وخلق مناخ اكتساب المناعة الجماعية وصنع العدد الكافي من الكمامات وتجهيز المستشفيات الميداني.

من جانب آخر، تمت إعادة ترتيب وتأهيل الديبلوماسية المغربية التي اعتمدت نهح القوة الناعمة واعتماد تشبيك وتنويع الشراكات الاقتصادية    وتطوير علاقات التعاون الأمني والعسكري والنجاح في اقناع المنتظم الدولي بعدالة مقترح الحكم الذاتي والوقوف في وجه القوى الدولية التي كانت تبتز الدولة المغربية لانتزاع مصالح هامة مقابل دعم السيادة الوطنية على الاقاليم الجنوبية.

وكان قرار ترسيم الحدود البحرية قرارا مهما مكن من تحصين الأمن البحري وحراسة الثروات البحرية الهامة السمكية والطبيعية من غاز وبترول ومعادن نفيسة وأثمنها بجبل تروبيك الذي أسال لعاب القوى العظمى وجعلها تتنافس في الحصول على نصيب من كعكة استغلال الثروات التي يزخر بها الجبل.

ومن جهة أخرى، زيادة على أدوار الأقمار الاصطناعية في حماية الحدود، طورت القوات المسلحة أجهزتها بأحدث الآيات والبوارج والتقنيات الذكية بما فيها الدرون والطائرات الاستخباراتية المجهزة بالرادارات وتقنيات دفاعية لقصف أي جسم متحرك داخل المياه الإقليمية سواء كان يطفو أو تحت المياه …

كما أن واقعة الكركارات قد أجهضت مخطط الجزائر الرامي إلى خلق قاعدة بحرية بخليج الداخلة بعد محاولة استدراج الجيش المغربي الى المواجهة مع عناصر البوليزاريو ودخول الجيش الجزائري كداعم   تفعيلا للبند الدستوري المقحم مؤخرا والقاضي باستعمال قوات الجيش الوطني  الجزائري خارج التراب الوطني الجزائري وتنفيذا للاتفاقية العسكرية التي وقعها الكابرانات مع الجمهورية الوهمية، لأن المغرب كان ذكيا واستعمل تقنية عالية الدقة لفض مخيم  العصابات بطريقة سلمية وتحرير المعبر من قطاع الطرق بل تمشيط منطقة  قندهار من المافيات وعصابات المهربين والمرتزقة وقطاع  الطرق.

وتدخل الهندسة العسكرية لتعبيد وتثنية الطريق الوطنية بين الكركارات وموريتانيا وتحويل المنطقة إلى إقليم حضري وإداري ومركز تجاري ووضع لمسات توفير البنيات التحتية والشروع في تعميره، الأمر الذي لقي ترحيبا إفريقيا مكن من إعادة سيولة سير وجولان القوافل التجارية…

كل هذه المجهودات إيجابية لكن تحتاج إلى إشراك أفراد المجتمع والساكنة المحلية في مواصلة البناء وتحصين المكتسبات وتقوية الجبهة الداخلية وبناء وحدة الدولة والمجتمع لفرض السيادة الفعلية المستقلة بقرارها وتقوية الموقع التفاوضي في عهد الشراكات الاستراتيجية مع الدول التي  تدعي ان المغرب بلد حليف والتصدي لأي محاولة لي أيدي المغرب لاستنزاف خيراته، ليكون فعلا مغاربة اليوم ليسوا بمغاربة الأمس بل شركاء في القرار ومنخرطين في بناء تعاقد جديد أرضية بناء ومأسسة ودمقرطة الدولة وحكامة أجهزتها ودواليبها ودمقرطة المجتمع وهيئاته السياسية والنقابية والمدنية والارتقاء بها إلى مرتبة مؤسسات دستورية وحيوية نشيطة ومتجددة، مساهمة في فرز نخب جديدة وأطر وطنيين ورجال الدولة وخبراء استراتيجيين وخلايا التفكير والبحوث والدراسات الاستباقية  التقييمية والتقويمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock