كرونيك

فاوست…!

هي أحجية ظريفة، بلا إسم ولا عنوان.

يقايض فاوست روحه مقابل ملذات دنيوية، في عقد وهمي مع الشيطان. بينما يبادل دوريان غري مبادئه مقابل جمال وجاذبية لا يفنيان.

يقضي فاوست بمأساوية بعد أن يغدر به مفيستوفيلس.

أما الوسيم  دوريان غري فيفقد كل من  من حوله، و تطاله شيخوخة لا مفر منها.

قد لا ترى مغزى من سرد أحداث قديمة من وحي الخيال، لا غير.

منذ اللحظة الصفر، منذ ولادتك الأولى تتعلم أن تتخلى بلا تردد.

تتخلى عن دفاترك الصغيرة، اشلائها المتطايرة تتقاذفها الأرجل بلا رحمة، بعد أن يطالها التمزيق.

تتناثر صفحاتها البيضاء التي  تحمل خربشات صغيرة، صنعت نجاحك.

تتخلى عن  معطفك الأسود المميز.

تضعه بلا احترام جنب القمامة.

لم يعد يليق بك الآن،

تنسى أنك مدين له بكل نظرات الإعجاب التي هزمت بفضلها برودة فصل شتاء أو ربما فصلين.

تتخلى عن حذائك الجلدي، عن سيارتك الأولى، عن جولتك المعتادة بين الدروب القديمة.

ثم تتخلى عن من تحب ومن لا تحب.

تهمل أشياءك في متحف التخلي والنسيان.

المتاحف مثل المقابر. تعج بأشياء جميلة وثمينة، وبدون فائِدَة.

في بحثك المستمر عن عالم مفقود وموعود، تنسى أن تحتفظ بنسختك الأولى.

أنت أيضا عقدت صفقة غامضة وغريبة.

لا تتعب نفسك بالبحث عن اسم الصفقة، إياك أن تتنازل عن روحك وكفى.

“في الحياة اليومية ينجو الأشرار من العقاب

ويضيع على المحسنين الثواب، ويجني الأقوياء ثمار النجاح.

أما الضعفاء فلهم الخيبة وسوء المآل

هذه هي قصة الحياة !”

من أقوال دوريان غري في رواية صورة دوريان غري، أوسكار وايلد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock