كرونيك

غولدا مائير

يغري الليلة بالكتابة صرخة واجبة في وجه غطرسة ونذالة لم يعرف العالم نظيرا لهما. الظالم هو الظالم والضحية هو الفلسطيني.

منذ ستين عاما أو أكثر تستمر مأساة التهجير الممنهج والقتل العمد والاعتقال والتخريب في أرض فلسطين.

مشروعية الصرخة إنسانية صرفة، ودواعيها قديمة كلما ابتلي البشر بمسوخ الظلم و الطغيان أمثال فرعون، جنجيز خان، هتلر أو شارون.

للبقاء على قيد الحياة، ادعى هتلر أن قدر ألمانيا النازية هو أن تكسر حصار البلد المفروض من أعدائها وأن تحتل مساحات شاسعة من أراضي جيرانها السلاف في شرق أوربا.

ظن هتلر أن الاستيلاء على الشرق يُتيح لألمانيا المساحة المطلوبة لتوسيع سكانها إلى حدٍ كبير، ويمنحها الوسائل الضرورية لتحقيق حلم تاريخي كونها سلالة سامية، مؤهلة لقيادة البشرية ومبشرة  بوضع استثنائي على مستوى العالم.

كتب هتلر: “لا يمكن هزيمة شخص، لا يعرف قلبه اليأس.”

فعلا، انتصرت الحرية واختفى هتلر ومعه عنصريته وأفكاره الوحشية.

ولدت غولدا مبوفيتش بكييف، شرق أوربا، ولا شك نها عانت بعضا مما عاناه شعبها من حرب هتلر الغاشمة ضد الاتحاد السوفييتي.

بعد سقوط هتلر، أنكرت غولدا مبوفيتش الأكرانية أصولها، واستعارت معطفا نازيا على مقاس أفكارها الجديدة، ثم غيرت اسمها إلى غولدا مائير، وصرحت مثل أي نازي يحمل حجرا مكان قلب بشري: “كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلًا فلسطينيًا واحدًا على قيد الحياة.”

تريد إسرائيل أن تصالح شعوب المنطقة، تريد أن تستثمر في غاز مصر، وموانئ الإمارات، وربما أركان المغرب.

تحلم بتطبيع مريح بينما هي كما هي: نسخة مصغرة من النازية. تحرق الأرض وتهجر السكان قصفا بالطائرات، ورميا بالرصاص، وتجويعا بالحصار تلو الحصار.

“أيها العرب، استحلفكم بما تبقى في هذه الأمة من طفولة وحب وصداقة وأشجار وطيور وسحب وأنهار وفراشات…جربوا الحرية يوماً واحداً لتروا كم هي شعوبكم كبيرة وكم هي إسرائيل صغيرة.”

محمد الماغوط، كاتب (1934-2006)

اكبر حليف لتطاول اسرائيل على حق الفلسطينيين في الحياة وفي وطن مستقل هو محيطها الموبوء قمعا وإحباطا.

الصرخة واجبة في جميع الاتجاهات: كفى!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock