عيد الفطر المبارك في السودان… استحالة الفرح إلى حرب… !
يجب أن يكون هدفنا الأساسي منع الحروب.... وعندما نفشل في ذلك..... يجب أن نحمي ونساعد الضحايا الأبرياء! نترحم علي أرواح الشهداء الذين انتقلوا الي رحمة الله والشفاء العاجل للجرحي والمصابين،..
من السودان: عمر موسي
منذ اندلعت، الحرب بين البرهان وحميدتي في السودان هناك تقديرات من نقابة الأطباء السودانيين ولجنة الأطباء المركزية بأنها خلفت إلى الآن حوالي ٤٠٠ من الضحايا و ١٢٠٠ من الجرحي والمصابين وهذا اقل تقديرات نسبتا لضعف الاحصائيات.
شهدت السودان اليوم في يومها الاول من ايام عيد الفطر المبارك، أجواء غير مألوفة وربما متشابهة بعيد الفطر المبارك لعام ٢٠١٩م التي حدثت فيها مأساة إنسانية وهي مجزرة فض اعتصام القيادة العامة! ولا زال هناك تحقيقات جارية بشأن هذه الجريمة البشعة، حيث شهدت اليوم الأول من صباح عيد الفطر المبارك في السودان أصوات جميع الأسلحة الثقيلة بمختلف المناطق مثل الخرطوم وبحري وام درمان والطائرات الحربية تحلق في سماء الخرطوم، مما سبب الرعب وسط المواطنين خاصة بولاية الخرطوم.
عيد الفطر المبارك في السودان هذه العام ٢٠٢٣م، اختلطت بين الافراح والأحزان وسط الشعب السوداني في ظل الحرب الدائرة في السودان التي أسقطت العديد من الضحايا بين جرحى ومصابين ومفقودين، لذا ادخل حزن عميق وسط المجتمع السوداني بالعاصمة والولايات، وايضا لا ننسي المغتربين السودانيين دائما لديهم نكهة خاصة في جانب فعاليات الأعياد سواء كانت عيد الفطر المبارك او عيد الاضحي لأنهم ينزلون الي السودان في أثناء عطلة العيد،، حاملين معاهم حب وحنان واشتياق وهدايا لاهلهم في السودان بالولايات والمحليات المختلفة، وفي هذه العام لن يتمكنوا من نزول الي السودان بسبب هذه الحرب، والسبب الاخير هو شتات الأسرة السودانية منذ اندلع هذه الحرب بين الجنرالين حيث نجد افراد الأسرة السودانية محتجزين في أماكن مختلفة بسبب قلة وسائل النقل، وبعض الأسر هربوا الي الولايات المجاورة وفي نفس الوقت ليس لديهم اهل او أقارب هناك.
بالرغم من أن هناك مناشدات من قبل المجتمع الدولي والامم المتحدة للطرفين من أجل هدنة انسانية لتوفير ممرات آمن للمواطنين للخروج من مناطق النزاع المسلح، إلا أن تم اختراق الهدنة عدة مرات بسبب الهجمات المتكررة بين الطرفين مما ادي الي أزمة إنسانية في السودان، ومن المعروف ان القوات المسلحة تستخدم سلاح جو منذ اندلع الحرب السبت الماضي ١٥ أبريل ٢٠٢٣م، في عيد ٢٠٢٣م اكتفي معظم الشعب السوداني بتلقيهم التحيا والتبريكات عبر مكالمات هاتفية ووسائل التواصل الاجتماعي… الفيس بوك… الواتس اب … توتير…. وغيرها.
في الختام، تعيش الدولة السودانية في حالة الحرب مجهولة المصير، وليس هناك مؤشرات تدل بأن هذه النزاع سوف تنتهي في القريب العاجل وهناك مخاوف وسط الشعب السوداني لدمار الدولة السودانية خاصة البنية التحتية وسقوط ضحايا اخري وحدوث نزوح ولجو، والكل يعلم أن الحرب لا دين لها ” فالسلام لم يعد مجرد مسالمة بين البشر والبشر، بل هو في الأساس مسالمة واجبة بين البشر والأرض…..لأن الحرب على بيئة الأرض هي مأساة سرمدية… بينما مآسي أشد الحروب فتكا في تاريخ البشرية يمكن للزمن أن يتجاوزها”، واخيرا ربنا يحفظ السودان وأهل السودان.