عن زعيم حزب باهت حديث العهد بالمعارضة
بعد أن ترحل الجائحة ويتوقف العداد عن إحصاء المصابين والمتعافين، يجب أن ينبعث وطن مختلف، أكثر عدلا وأقل جورا وقسوة.
نأمل في نهضة جديدة تنقل الناس من قروسطوية حديثة إلى مدينة فاضلة ونقية.
قطعا، لا أملك إلا أن أتفاءل.
البشرى رائعة والناس تنتظر بحرقة أن ينصفها هذا الوطن .
غير أن صوتا خفيا يظل يحثني على التفكير والتحليل.
ولو من باب الرياضة الذهنية الصرفة.
وبالمناسبة، فالبدن والذهن معا قد يترهلا في قفص الحجر. فتظهر زوائد وأوزان هنا وهنا، بينما يخلد العقل للراحة ويتقاعس عن واجب الشك والتدقيق.
في الحصيلة، منطق الأزمات معهود ومشهود.
تغتني حفنة من المستفيدين، طبقات وأفرادا، من وراء كل تراجيديا إنسانية وتزداد معاناة ملايين الفقراء المعدومين.
يبرع الكذابون في رسم خطابات الوهم. يتحدثون عن التضامن، وعن العدالة والمساواة.
وكما الزيت والماء، تطفو طبقة مخملية تعيش في رفاهية ويغرق سقط المتاع مما تبقى في الديون والفواتير والبطالة.
لا إشارات في الأفق تنبأ بسلوك مختلف. تشحذ الشركات الكبرى سكاكينها لقطع حصتها من كعكة اللعبة القادمة التي تطبخ على نار التهويل و التكميم.
لن تتبدل قواعد اللعبة، ترقبوا مزيدا من الهشاشة ومزيدا من استغلال آثار الجائحة لشطب المكتسبات الاجتماعية.
يخرج علينا زعيم حديث العهد بالمعارضة، من حزب أصبح باهتا، في موضة البث المباشر ليتقمص دور المسيح المنقذ والوطني الغيور.
يحاضر في السياسة والاقتصاد ويعد بحلول سحرية تحفظ نعمته ومكانته وتضحي بالطبقة الهشة من أجل الوطن.
يجيب أحمد مطر بالمباشر أيضا،
نموت كي يحيا الوطن..
يحيا لمن؟ نحن الوطن..
إن لم يكن بنا كريماً آمنا ولم يكن محترماً ولم يكن حرا..
فلا عشنا ولا عاش الوطن.