مدارات

عن “الموديل” القمعي للحركات الأصولية؟؟

إن ردود الفعل الأصولية الأولى ضد الحداثة المُقتحمة والمترافقة مع الغزو الاستعماري (=منها بالأساس حملة نابوليون بمصر) كما تمظهرت في الوهابية (بالحجاز) والسنوسية (بليبيا) وحتى السلفية الوطنية (بالمغرب)..الخ. ارْتدت طابعا وطنيا مقاوما، ولكن ذلك المظهر عبر عن مضمون إقطاعي، هيمن ويُهيمن على البنى الاجتماعية ويمنع تحديثها إلا في سياق تعزيز سيطرته المتشددة (= محاولات مصادرة حزب الاستقلال بقيادة علال الفاسي للسلطة في البدايات الأولى للاستقلال؟(

إن ردود الفعل هاته، مشرقيا أومغربيا، والتي كانت في مناطق صحراوية أو ريفية عربية، عبّرت عن الوعي  الإقطاعي المذهبي التقليدي للإسلام، الذي ظل مسيطرا بشكل كلي على الجمهور، مانعا إياه من أي بصيص حضاري في تلك المناطق المحبوسة بالرمال والسيوف؟؟

لقد أعطى مثل هذا الوعي للإسلام في مراكزه البدوية الحصينة، موديله القمعي والمتخلف إلى الوعي الأصولي المُسيّس للإسلام المستيقظ في المدن العربية، وهذا كله- وباختصار- ليأخذ الأزياء الموحدة والطوابير العسكرية وسلطة الديكتاتور المطلق وإرادة القوة، مُدمجا معها سيادة النص الحرفي على التّأويل الإنساني، معتبرا المرحلة الإقطاعية العتيقة نموذجها الأمثل؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock