عن المنطقة 1 والمنطقة 2: يريد المغاربة المقام واحدا ومتضامنا… بلا تقسيم
منذ أكثر من شهرين، ساحات البلد فارغة إلا من الحمام وقطط الشوارع.
اختفى أصحاب الفرجة من ساحة جامع الفنا بمراكش ومن باب سيدي عبد الوهاب بوجدة وهجرت نغمات الغيتارة شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط.
يحن المغاربة من داخل حجرهم غير الصحي تماما إلى أماكن بعينها، باصواتها وصخبها، وأحيانا برمزيتها كذلك.
في مكان آخر من العالم، ساحة تقسيم الشهيرة تجذب زوار إسطنبول بشدة. ولمن لا يعرف، تشير كلمة تقسيم، أيضا، إلى مقام موسيقي تركي يتميز بالارتجال.
يهتم السائح أكثر بالأماكن عادة، بدلا من البحث عن أصل التسميات.
في ظروف استثنائية مثل ما يمر به العالم حاليا، توقفت السياحة بشكل شبه كلي. بل أصبحت مشاريع السياحة لمعظم الناس لا تتعدى زيارة مركز مدينتهم وتناول القهوة أو المثلجات رفقة من يحبون.
الحكومة أعرف بحاجات المواطنين والمواطنات.
هي أحرص منا على سلامتنا. ولا ينكر إلا جاحد حقود الجهد غير المسبوق الذي بذلته لتجنب ما وقع في بلدان أخرى.
ورجوعا للمقامات، فقد انتصر الحس الوطني منذ البداية، حين ردد المغاربة النشيد الوطني بكل فخر واعتزاز.
وهو نشيد يبدأ على مقام النهواند لينتهي بمقام العجم. بكل فخامة هذا المقام، وبسمو الوطن المطلق فوق كل شيء وأي شيء.
ثم وصلنا لتقسيم جديد، مرة أخرى. تقسيم غريب وغير مفهوم. يشبه كثيرا مقام تقسيم التركي في ارتجاله؛ منطقة واحد ومنطقة اثنان.
في بعض الأحيان، تعزف الفرقة دون تدريب جدي وبقيادة رئيس أوركسترا لا يجيد التنسيق.
غالبا، يكون العزف مزعجا ونشازا.
يريد المغاربة أن يستمر المقام واحدا ومتضامنا. بلا تقسيم.