على هامش نهائي دوري أبطال إفريقيا: دهاء الأهلي المصري هزمته احترافية إدارة الكاف
أفادت مصادر مقربة من الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم أن وفدا مكونا من ثلاثة أعضاء من الكاف سيحلون يوم غد الثلاثاء بالمغرب للاجتماع بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وذلك في سياق الإعداد لنهائي دوري أبطال إفريقيا بين الوداد البيضاوي المغربي والأهلي المصري.
رد فعل الكاف المرتقب على بلاغ الأهلي
وكان الجميع ينتظر ردة فعل الكاف حول البلاغ الشهير الذي أصدرته إدارة نادي الأهلي المصري والذي حمل مطالب النادي للكاف لكن هذا الأخير التزم الهدوء والاحترافية في التعامل مع إدارة النادي.
إن المخاطب الشرعي الذي يمكن أن يتعامل معه الكاف هو الاتحاد المصري الممثل الوحيد للكرة المصرية ونواديها وأن محاولة فرض شروط ومطالب إدارة نادي تعتبر خروج عن المألوف ومحاولة جر الكاف إلى نقاش غير ذي جدوى وغير ذي أهمية ولم يسبق له مثيل في تاريخ ممارسة كرة القدم.
ومن المنتظر أن يحل غذا الثلاثاء بالمغرب كل من مسؤول الأمن بالكاف وعضو لجنة تنظيم المسابقات والمسؤول المالي للهيأة المشرفة على شؤون الكرة الإفريقية وذلك لمناقشة نظرائهم المغاربة الترتيبات الخاصة بنهائي دوري أبطال إفريقيا.
وستصب النقاشات في اتجاه تحديد الملعب الذي سيتم تخصيصه لتداريب الأهلي والمنطقة التي سيتم تخصيصها للجمهور المصري والتغطية الأمنية للأهلي، إلى جانب موعد الندوات الصحافية، وكذا تذاكر المباراة.
شرود الأهلي التي لا تنتهي
وبالعودة إلى بيان إدارة النادي الأهلي الذي عدد مطالبه المشروطة برد قبل 72 ساعة اعتبره البعض محاولة من النادي لي ذراع الكاف ليس إلا، علما أن مطلبه بالحصول على مقاعد بالتساوي مع نادي الوداد البيضاوي هو ضرب من الخيال لاعتبار أن الأمر فيه نزعة استكبارية من الفريق المصري ولا يحق للكاف الدخول في هذه التفاصيل لأنها بهذا العمل ستحرم العديد من المتفرجين من غير المغاربة والمصريين الذين يسمح لهم القانون دخول الأراضي المغربية دون تأشيرات أو من السياح الأجانب الذين يتواجدون بالأراضي المغربية ويرغبون في متابعة النهائي الإفريقي.
وقد جرت العادة في مثل هذه المباريات التي تتطلب من الأجانب التوفر على شروط دخول تراب أي بلد حضي بتنظيم مباراة في كل كرة القدم ليس البحث عن تذكرة دخول المباراة بل أولا الحصول على تأشيرة دخول الأراضي المعنية بإجراء المباراة وثانيا التحقق من وجود وسيلة نقل وحجز مسبق ومن بعد ذلك التفكير والبحث عن تذكرة لأننا في هذه الحالة كمن يقدم العربة عن الحصان.
نقر جدلا أن الكاف منح للأهلي المصري نصف سعة ملعب “دونور” ملعب محمد الخامس والذي تصل عدد مقاعده إلى 45.891 متفرج، في الوقت الذي يتجاوز فيه مشجعي ومحبي وأنصار الفريق المغربي هذا العدد بالإضافة إلى المغاربة الذين يرغبون في متابعة النهائي ومناصرة ممثل الكرة المغربية فإن سعة الملعب لن تفي بالغرض ولن يتمكن الجميع من دخول الملعب.
تراهن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أو أي اتحاد قاري على نجاح كل النهائيات جماهيريا وتنظيميا وأمنيا وبالمقابل يوظف كل إمكانياته ليكون أي نهائي وفي أي دولة مكفول بالنجاح لتسويق صورة الاتحاد القاري أكثر.
صعوبا… لكن من يفهمها
يعي الكاف جيدا أنه من الصعب على نادي الأهلي أن ينظم رحلات أسفار لمشجعي ناديه، وأنه من الصعب حتى لا نقول من المستحيل حصول الجميع على تأشيرة دخول للأراضي المغربية التي لا تتدخل فيها لا الكاف ولا الفيفا لأن الأمر يتعلق بشأن سيادي لكل الدول ويخضع لإجراءات وقوانين ونصوص لا تقبل التجاوز، كما أن الاختصاص مكفول لوزارة الخارجية التي لها الحق في تسليم تأشيرات من عدمه ولا يقبل أي طعن في قرارها وهو الخطأ الذي سقطت فيه إدارة نادي الأهلي المصري أو لنقل أنها أرادت فقط “جبر خواطر مشجعيها” الذين صدمهم اختيار ملعب محمد الخامس بشكل ديمقراطي أمام عدم تقدم الاتحاد المصري بطلب الترشح.
كما أن ممثل مصر بالكاف صوت لصالح طلب المغرب تنظيم النهائي دوري أبطال إفريقيا.
إن تنقل هذا العدد الهائل من المشجعين المصريين باستحضار طلب المناصفة في عدد المقاعد مستبعد جدا ولا يمكن تصور سفر حوالي 25 ألف مشجع مصري إلى المغرب، كما أن الكاف لن يقبل بمقعد فارغ في ملعب النهائي.
يعلم الجميع أن بإمكان نادي الأهلي شراء العدد المخصص له وأن يؤدي ثمنه مسبقا وهو ما عبر عنه بلاغ نادي الأهلي في اقتناء تذاكر الحصة المخصصة لجماهيره، علما أن بلاغه لأول أمس ذكر فيه بأنه سيساهم بمبلغ 3 الاف جنيه لكل مشجع، وهو مجرد تنويم للمشجع ومحاولة ركي الكرة إلى ملعب الكاف والتخلص من غضب الشارع ليس إلا.
بيانات أم نوايا مبيتة؟
كانت بلاغات الأهلي المتتالية تهدف إلى ما عبرنا عنه، وهدفها في الأول والأخير الإبقاء على الملعب شبه فارغ، لأنه يعلم عدم قدرة الجمهور المصري على ملئها والحصول على تأشيرة بهذه السرعة أو على وسيلة نقف كنا أنه من الصعب عليه جدا توفير الإقامة بالدار البيضاء.
ووفق ما ذكرته مصادر صحافية فإن الكاف كان أكبر ذكاء وحيلة من نادي الأهلي المصري وتفاديا للملعب الفارغ في بعض أجزائه، يكون قد اشترط على الاتحاد المصري التوفر على التأشيرة وتذكرة الطائرة، قبل الاعلان عن العدد النهائي لمقاعد جمهور الأهلي، وذلك نقلا عن تصريحات الاعلامي المصري مدحت شلبي.
حاولت إدارة الأهلي المصري والتي كانت على علم مسبق بأن الاتحاد المصري لم يقدم طلب استضافته للنهائي، الضغط بكل الوسائل لإخراج الكرة من ملعبها وملعب الاتحاد المصري وتحميل الكاف مسؤولية خارجة عن نطاق اشتغالها.
فهل كان الاتحاد المصري سيقبل بهذه المطالب وهذه الشروط في حالة تأهيل تحد ملاعب مصر لاستضافة النهائي ومتواجد فريق مصري في المباراة؟
دهاء المصريين في كرة القدم لا مثيل له وتدبيرهم لمثل هذه المباريات قل نظيره، وضغطهم العالي معروف لدى الجميع كما أن سيطرتهم لسنين على دواليب الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم معروف لكم يبدو أن هذه المرة خانهم حسهم وانكسر كل شيء على صخرة بداية الاحترافية والمأسسة في مؤسسة كروية عانت الفساد لسنين ولا زالت تعانيه.