ظنناك ساهراً علينا، فنمنا مطمئني البال
بينما استمتع السيد رئيس الحكومة بالتقاط صورة مع عارضة جمال ممشوقة القوام، انتظر جل الناس بلاغات الناطق الرسمي باسم الحكومة بشأن الدخول المدرسي وتطورات الحالة الوبائية.
ولكن، لا بأس من تقاسم صورة العثماني والعارضة.
فهي تلخص تماما وضع الحكومة أمام تحديات الأزمة المستمرة منذ ظهور الوباء.
الأزمة طويلة وعريضة بينما التدابير متواضعة وقصيرة النظر.
لم يعد أحد يصدق ما يأتي به رئيس الحكومة بشأن تدابير مواجهة كوفيد.
سبق أن سمعنا تطمينات جادة حول أسواق الماشية إبان عيد الأضحى، وكيف أن الحكومة قد أعدت عدتها واحكمت تنظيمها حتى لا ينتج عنها ضرر ولا تتحول فرحة العيد لنكسة.
بعد العيد مباشرة، قفزت الأرقام فجأة إلى تعداد الألف وما فوق.
دق الخطاب الملكي السامي ناقوس الخطر.
غير أن الأمور تسير بنحو متسارع نحو نقطة اللاعودة.
صرح البروفيسور الإبراهيمي على قناة ميدي 1تيفي أن اختيار حل مناعة القطيع ليس صائبا.
لا تترك خبرة الرجل وكفاءته الأكاديمية أي مجال للشك في رأيه.
يبدوا أن لا أحد في الاستماع.
راهن وزير التعليم على آلية التعليم عن بعد والتعليم الذاتي لتفادي انتشار العدوى بين المتعلمين وأطر التعليم، ثم أضاف اختيارا ثانويا للراغبين في الالتحاق بالمدارس.
تحول الاستثناء إلى قاعدة بعد أن قرر جل الآباء والأمهات أن يرسلوا أبنائهم إلى المدارس.
في التفاصيل، يختبا الشيطان.
رغم صرامة البروتوكول الصحي الذي يطالب به الوزير، فاستمرار العمل به وتكلفته المادية والبشرية يجعله قابلا للتراخي بعد أسابيع من بداية الموسم، فاتحا ثغرة جديدة، بعد عيد الأضحى، تسمح للفيروس في مواصلة غزوه لأجساد المغاربة.
على الوزير أن يتحمل كامل المسؤولية فيما يمكن أن يحدث لا قدر الله.
دخلت امرأة عجوز على سليمان القانوني تشكو إليه سرقة ماشيتها بينما كانت نائمة.
فقال لها سليمان: كان عليك أن تسهري على مواشيك ولا تنامي.
فأجابت العجوز: ظننتك ساهراً علينا، فنمت مطمئنة البال.
لن يقبل أي مغربي أن يقال له يوما لقد خيرناك فاخترت.
لازلنا نظن أن الحكومة هي الساهرة على سلامتنا وسلامة أبنائنا.
التراجع عن قرار خاطئ قد يكون بداية جيدة لقرارات صائبة ومقبولة.