كرونيك

صراع غرب المتوسط…!

تصدى داوود بكل شجاعة لغريمه، المقاتل المتمرس جالوت.

يبدو جالوت عملاقا بينما داوود شخص عادي، يكاد يكون طفلا.

نهاية المبارزة يصفها العهد القديم بتفاصيل كثيرة.

تقول الرواية التوراتية عن جالوت: “ورأى داوود استحقره لأنه كان غلاما وأشقر جميل المنظر”.

يفهم القارئ مدى استخفاف العملاق بغريمه.

يجيب داوود بعد حين: “أنت تأتي إلي بسيف وبرمح وبترس وأنا آتي إليك باسم رب الجنود “.

يحارب جالوت باسم القوة ويتمترس خلفها، بينما يؤمن داوود بالحق ويتمسك به.

ترد هذه القصة مختلفة شيئا ما في القرآن، ولكن بتأكيد جديد أن الحق أميل للنصر في صراعه الفلسفي ضد القوة.

“قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ” سورة البقرة.

لاشك أن قصصا أخرى شبيهة تؤثث جنبات البحر الأبيض المتوسط.

هنا، حيث الرومان واليونان والعرب والمصريين القدامى والأمازيغ والنوبيون وأخرون، تختلط الأديان والأساطير.

يرتفع إيكاروس نحو الشمس لتذوب جناحاه فيخر ميتا، شهيد بحثه عن الحرية. ويصبح سانت أوغيستان، راعي غنم أمازيغي لا تجري في عروقه دماء رومانية، من أرفع  وجوه المسيحية المقدسة.

من تفاصيل الأسطورة الإغريقية، تولد طنجة الجميلة حين يغضب هرقل فيفصل أوروبا عن أفريقيا ويجعل مياه المتوسط تعانق مياه المحيط الأطلسي.

يدخل يوسف بلهيسي في صراع مع قناة كبيرة تتبجح بالانتماء للمتوسط ولها من الإمكانيات المادية ما لا يستخف به عاقل.

توجه الصحفي يوسف بلهيسي نحو مفتش الشغل لينصفه من طرد يقول أنه غير عادل.

وتقول الرواية أن الطرد حصل بشكل مهين بعد أن منع الصحفي من ولوج مبنى القناة.

من محاسن الدين والتاريخ والأسطورة حول البحر الأبيض المتوسط،أ أنها تحمل دائما دروسا بليغة للمتعجرفين والمتنطعين.

أما داوود، فقد قتل جالوت بضربة واحدة من مقلاع صغير وانتصر الحق، كما يجب في كل نزاع غير عادل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock