أفشى شكيب سر النهضة المغربية القادمة لسفيرة فرنسا.
لقد أفسد المعجزة القادمة.
بعد أشهر من العمل المتواصل، عثر أعضاء لجنة صياغة النموذج التنموي على خلطة سحرية ستحول الفحم إلى ماس وتراب الأرض إلى ذهب خالص.
أخيرا، سيتم توزيع فائض الثروة على المواطنين المرتاحين داخل بيوتهم المكيفة والجميلة.
لا حاجة بعد اليوم للدراسة أو العمل.
عام 1853م فاجأ القبطان ماثيو بيري حاكم اليابان آنذاك الملقب بالشوجون، وهو المقدس سليل آلهة الشمس، بأسطول من البوارج الحربية مجهزة بمدافع حديثة وقاتلة. كانت اليابان غارقة في العزلة والفقر والطبقية.
قلة إقطاعية من النبلاء تجثم على مقدرات شعب يعيش في ظلام العبودية.
تنازل الشوجون للإمبراطور موتسوهيتو ودخلت اليابان عصر الميجي، أي الحكم المستنير.
ألغيت الامتيازات الطبقية ونشأت دولة القانون. أعلنت الحكومة إجبارية التعليم واستقدمت خبراء أوروبيين وأمريكيين.
بدأت نهضة اليابان عندما افتتحت جامعة طوكيو سنة 1877م. منذ ذلك الحين، عرفت اليابان الحرب والمجاعة والتضخم. لكن رغم كل شيء، هي اليوم بلد رائد.
لم أحصل على هذه المعلومات من مسؤول ياباني يحرس سر التقدم والنهضة. النماذج التنموية لبلدان المعمور الناجحة ملك مشاع.
يمكنك أن تقود الحصان نحو الماء، ولكن لا يمكنك أن ترغمه على الشرب، يقول المثل الإنجليزي.
سر تقدم الشعوب هو رغبتها في التغيير وانخراطها التام في صيرورة التحول.
لا شك أن سفيرة فرنسا تعلم كل هذه التفاصيل، حتى قبل أن يصبح بنموسى رئيسا للجنة الإنقاذ الوطنية.
