كرونيك

شد حمامك يا عزيز…!

الحمام أنواع وأشكال كثيرة تتقاسم كلها موهبة التحليق ببراعة، وقدرة عجيبة على إلهام بني البشر. الطائر تحول شعارا للسلام منذ القدم وضمن مكانا محترما في لائحة الأشياء الملهمة لمخيلة الشعراء الممتدة بلا حدود، بين القمر والبحر وسواد الليل وعطر النساء وعيونهن وما الى ذلك.

يطير الحمامُ.. يَحُطّ الحمامُ أعدّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ فإني أحُّبّك حتى التَعَبْ…

هكذا عاتب الراحل درويش حبيبة عذبت القلب وفجرت حرفا جميلا.

الحمام، مرة أخرى. صدفة وجدت رأيا فقهيا في الحمام وحكم تربيته. نعم، حتى الحمام صدرت فيه فتاوى.

ورد عن ابن قدامة المقدسيّ أنّه قال: (واللّاعب بالحمام يُطيّرها لا شهادة له؛ لأنَّه سفاهة ودناءة وقلَّة مروءة، ويتضمَّن أذى الجيران بطيْره، وإشرافه على دورِهم، ورمْيه إيَّاها بالحجارة).

لا تقبل شهادة من يربي الحمام حسب هذا الفقيه. معظم المغاربة لا يحبون من الحمام الا لحمه الغض في بسطيلة دايزها الكلام. لا شأن لهم لا بالشعراء ولا بالفقهاء ولا بشهادة من يربي الحمام او يربي الفيلة، لا فرق. عودة للفقهاء مرة أخرى، في زمن غير بعيد أبدا، ظهر قنديل عجيب يقطر إيمانا ووعودا.

خلف القنديل، لحى كانت كثيفة ينطق أصحابها بكلام كبير، غليظ مغلف بكثير من المواعظ الأخلاقية. بعد عقد من الزمن، اختفت اللحى تقريبا، وساد الغضب تدريجيا من هذا القنديل الذي أتى على ما كان يظن معظم المغاربة انها مكاسب لن تزول، مثل التقاعد المنصف والحق في الوظيفة الثابتة بشروط كريمة، وتفاصيل اخرى اجتررناه لمدة غير يسيرة، حتى اصابنا حديث هذا القنديل بالقرف. القنديل لم يعد يطير ويتبختر، فقد افترش الأرض مجبرا بعد الانتخابات، بينما ينتظر إخوانه مؤتمرا استثنائيا لتغيير الخطط وإعداد العدة لدور المعارض الشرس لسياسات الحكومة. والحمام؟ تكفينا حمامة واحدة، لا غير.

هي شعار حزب جاور القنديل وناوره في لعبة شد وجذب غريبة، ثم نجا من كنس الناخبين الذي أصاب جاره، بل وتفوق عليه ليصبح قائدا للحكومة. حمامة اغراس اغراس انطلقت بزيادة في الضرائب، في المازوت، وفي السلع الاستهلاكية.

يطيرُ الحمامُ يَحُطّ الحمامُ طيران أول هو مجرد تسخينات مغلفة بقرار مبهم حول جواز التلقيح لا يفهمه أحد: التلقيح اختياري و جواز التلقيح اجباري. قال الفقية ان مربي الحمام لا تجوز شهادته.

قالت المغنية الشعبية: شد حمامك يا إدريس.. أو ربما يا عزيز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock