سلا: مدارس النجار وبيت الشعر يزرعان القصيد في قلوب التلاميذ
احتضنت قاعة العروض زهور التيال الجميلة بمجموعة مدارس النجار بحي سعيد حجي بمدينة سلا مساء الأربعاء اطوار الحفل الختامي لفعاليات تخليد اليوم العالمي للشعر وجائزة النجار للكتابة والالقاء الشعري (دورة الشاعر حسن نجمي). وهو الحفل الذي كرسته إدارة المؤسسة بتعاون مع بيت الشعر في المغرب كتقليد ثقافي سنوي باذخ منذ تأسيسها سنة 2016.
الحفل الذي حضره نخبة من الكتاب والشعراء والفنانين والاعلاميين إلى جانب الاطر الإدارية والتربوية والتلاميذ المتوجين وأسرهم، كانت عبارة عن أمسية شعرية تكريمية لشاعر الدورة حسن نجمي،
شهادات تحدثت عن تعدد وتنوع انشغالات وتجارب الشاعر حسن نجمي في الصحافة والسياسة فضلا عن الأدب والبحث خصوصا في فن العيطة والتشكيل، أصدر عشر مجموعات شعرية آخرها “ضريح أنا اخناتوفا”، ورواية “الحجاب”، وكتب اخرى تختزل حياة مفعمة بالحيوية والفعل، في الشبيبة الاتحادية وجريدة الاتحاد الاشتراكي واتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر في المغرب ومنظمات أخرى.
عندما تناول نجمي الكلمة، تحدث عن ضرورة الشعر بالنسبة للإنسان في كل زمان ومكان، واعتبر ادعاءات حفاري القبور الجدد بكون الشعر قد مات وانتهى مجرد اشاعات لا تصدق، لأن “الشعر نوع من السحر الذي يزرع الحياة في الانسان”.
تحدث بانسيابة شدت إليها انصات الجمهور الذي ملأ القاعة الفسيحة، هو بارع في الحكي أيضا لذلك سرد حكاية اليوم العالمي للشعر من فكرة راودت بيت الشعر في تونس. قبل أن يعمل بيت الشعر في المغرب على دفعها نحو التحقق، عندما طرحها على منظمة اليونيسكو، وصادف ذلك وجود شاعر على رأس وزارة الثقافة هو محمد الأشعري الذي تبناها كما تبنتها حكومة عبد الرحمان اليوسفي وقدمت بشأنها طلبا حكوميا رسميا إلى اليونيسكو كمنظمة تابعة للامم المتحدة تمثل الحكومات. فتحققت الفكرة وأصبحت تقليدا ثقافيا سنويا يتجذر عاما بعد آخر.
لم يكن حسن نجمي الذي ختم مشاركته بنصوص قصيرة من مجموعته الأخيرة هو النجم الوحيد لهذه الأمسية المتميزة، فقد كان لعيد المرأة (8) مارس امتداد في عيد الشعر (21) مارس بشكل تلقائي.
هكذا تلت تلميذة كلمة مديرة اليونيسكو وقرأت أخرى كلمة بيت الشعر في المغرب، بينما هيمنت الإناث على لائحة المتوجين بجائزة النجار لكتابة والالقاء الشعري.
لقد تحققت المناصفة في نتائج مدرسة تابريكت، بفوز كل من التلميذة حفصة الحريري والتلميذ لبيب احوان، تحت إشراف الشاعر محمد بلمو، كما تحققت في مدرسة سلا الجديدة بتتويج إناس الوالي ومحي الدين بنغنو تحت إشراف الشاعرة عائشة بلعربي، إلا أن الإناث حصدن الكل في مدرسة المحيط حيث فازت كل من سارة نبيه وسلمى ميريس تحت إشراف الشاعرة ريحانة بلبشير، كما فازت كل من نادية الصمكي وسلسبيل الشعباوي بمدرسة سعيد حجي تحت إشراف الشاعر أحمد لمسيح. وكلهن احتللن الخشبة إلى جانب شاعر الدورة حسن نجمي ليلتحق بهم المدير العام لمجموعة مدارس النجار الحاج محمد النجار ورئيس بيت الشعر في المغرب الشاعر مراد القادري والمديرين التربويين لمدارس المجموعة منهم هشام الفلالي وأعضاء لجنان التحكيم من مدرسي اللغات الذين يعود الفضل هم في شد انتباه التلاميذ بجمالها الشعر، ليختتم الحفل البهي بتوزيع شهادات وهدايا تذكارية على الفائزات الست والفائزين الاثنين وشاعر الدورة الذي وقع بالمناسبة نسخا من مجموعته ما قبل الأخيرة “على انفراد”.