كرونيك

سارقة البيض وسارقات المقاعد…!

حين يترافع بعض نافذي الأحزاب السياسية لفائدة كوطا النساء في البرلمان، فهم غالبا يدافعون عن نساء بعينهن، وشحمهن ولحمهن.

نساء يتقاسمن معهم مصالح خاصة مشتركة، أو نساء مما عشق القلب أو ما ملكت أيمانهم، لا كل النساء.

بعد الانتخابات، ستجلس قرة العين في الصف الخلفي أو الأمامي لولي نعمتها.

هكذا ستتحقق مقولة وراء كل عظيم امرأة.

بفارق بسيط، بعض عظماء القبة لا قدرة لهم أبدا على بسط سؤال شفوي من أربعة أسطر، وقد يتمكنون، في أحسن الأحوال، من قراءته بعد جهد جهيد، وبعد أن يغضبوا سيبويه والفراهيدي وأحمد بوكماخ.

فلا زال المغاربة يختارون عن طواعية أو دون قصد، أن يمثلهم أميون وأشباه أميين.

الآن، هم يرغبون في أن تستمر لعبة لوائح النساء لمزيد من الدفء العائلي داخل مجلس البرلمان المكيف، المعتدل شتاء والبارد صيفا.

هل هذه هي الديموقراطية؟

قد نتفق ان المجتمع المغربي، برجاله ونسائه، لازال ينظر بريبة وحذر لتولي النساء المسؤولية، سواء في الإدارات العمومية والشركات أو داخل الأحزاب وفي السياسة بشكل عام.

لازال الطريق طويلا قبل أن نبلغ العدالة والإنصاف النوعي.

لكن الحقيقة هي أن النساء راشدات وقادرات.

فلا حاجة لهن لراع خفي ولا لعكاز ذكوري يسند عوجا ما، أو يقوم إعاقة خفية.

النساء لسن ملائكة ولا شياطين.

فيهن الصالحة والطالحة

تعج الأحزاب ببعض ممن ينتظرن من انخراطهن في العمل السياسي الفوز بريع وظيفة أو منصب، لا غير.

أنتظر من المناضلات داخل الأحزاب أن تعبرن عن رأي واضح، وموقف صريح من هذه الكوطة المشبوهة، لا أن تكتفين بشارات الحب الزرقاء والحمراء بموقع فيسبوك، كلما ظهر فارس مغوار من الحزب بصورة أو تعليق ما.

لا أفهم دور منتديات بعض الأحزاب، التي تجمع مهندسين ومهندسات، جامعيين وجامعيات، وكل أصناف من نفترض أنهم نخبة المجتمع. صامتون صمت القبور.

لا أثر لهم في النقاش العمومي.

تكلم كي أراك.

هكذا خاطب سقراط شخصا مزهوا بجمال ثوبه وبوسامة وجهه.

لا أفهم نوعا من النضال عبر التدوينات الركيكة، الفارغة التي لا تليق حتى بتلميذ(ة) في الإعدادي.

لا يجب أن تنهش الكوطات مبدأ التمثيلية المبنية على الاختيار الحر بين المرشحين والمرشحات، بناء على البرامج وعلى قدرة الإقناع، دون تمييز للنوع وللفئة العمرية.

أما أن يكتفي الحزب يدعي المعارضة، بمناقشة عدد البيضات الواجب سرقتها، حتى يسمح لبرلماني ينتمي له بمتابعة عاملة فقيرة، لا حول ولا قوة لها، فهذا يجعل السياسة تغرق وتتحول إلى مهزلة سخيفة.

دافعوا عن النساء الفقيرات، المهمشات، حتى لا يسرقن بيضة أو بيضتان لتوفير لقمة لأسرهن، ولا تدافعوا عن نسوة يتربصن بمقاعد البرلمان، عن طريق الكوطا، لقضاء أغراضهن الشخصية والعائلية.

هذه هي المساواة الحقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock