للراديو قدرة خارقة على استلاب قلوب المستمعين.
يشبه حديث بعض المذيعين والمذيعات همسا خاصا بين الأصدقاء. يخترق الأذن بسلاسة ليتملك المستمع مثل حضرة صوفية.
صوت الراديو مؤنس لا مثيل له.
في الواقع، خصوصية الراديو جعلته دائما يحظى بثناء مستمر بينما تعاني التلفزات الوطنية من انتقادات دائمة. مساحة حرية التعبير قد تكون أوسع عند أصحاب الراديو.
سنة 1980،انطلق بث ميدي1 من مدينة طنجة شمال المغرب . شبكة برامج الإذاعة باللغتين العربية والفرنسية تضم برمجة عامة و شاملة. تغطي الإذاعة القضايا الوطنية والدولية وتفرد حيزا لبرامج النقاش والترفيه. في تلك السنة، لم يكن المغرب يتوفر إلا على قناة تلفزية واحدة تشتغل ست أو سبع ساعات.
لا بد أن جيلا بكامله يتذكر الهوية الصوتية برنة خاصة.
إذاعة البحر الأبيض المتوسط تعطي انطباعا بالسفر في المكان وفي الهوية.
إجمالا، تساهم ميدي 1 في ورشة طويلة لم تنته بعد، نحو التعددية وحرية التعبير، رغم بعض الهفوات هنا وهناك.
حين اخترقت ميدي 1 تيفي مجال الصورة، كان الوضع مختلفا. سوق السمعي-البصري يعج بالتلفزات. وعلى القادم الجديد، أن يبهر من جديد، وبالصورة هذه المرة. ظهرت وجوه تملك من الخبرة المهنية والحضور ما يكفي لتتحول إلى نجوم مؤثرة.
يوسف بلهيسي يعرفه المغاربة بفضل ميدي 1 تيفي.
من المؤسف أن تضايق قناة كبيرة صحافيا أعزلا، إذا جاز التعبير، من أجل تدوينات أو لايفات ذات علاقة بالعمل النقابي المشروع.
القناة تواجه، ضمن خط تحريري جريء، آلات إعلامية أجنبية شرسة تربصت ولازالت بالوطن.
يوسف كلمة عبرية تعني “دعه يسير”.
قصة يوسف في القرآن تحمل رسالة عميقة. يفلت يوسف من قعر بئر، بعد أن خذله إخوته. يباع عبدا، وبعد حين، ينتهي بلقب عزيز مصر.
يوسف بلهيسي ليس رسولا. هو صحافي، يمكن أن يخطئ ويمكن أن يصيب.
تعرف إدارة ميدي 1تيفي أكثر من غيرها أن الدعم الإعلامي والشعبي لأحد صحافييها يمكن أن يصيبها في مقتل، فتخسر في مواجهات أخرى أكبر بكثير من يوسف.
نريد أن تستمر ميدي 1 تيفي في قلوب محبيها، مستمعين ومتفرجين، ففي آخر الأمر، رمي يوسف في بئر عميق لن ينجح أبدا في إسكاته.
و بالعربية هذه المرة، دعوا الرجل يعمل.
