رشا رفعت شاهين تكتب: انتحـــــــــــــــــــــار….!
صعدت إلى أعلى طابق في المبني الذي أسكن فيه، وبدأت في الطيران إليهم متوعدة بانتقام صعب، أرى ضحكاتهم ترتسم على وجوههم ويلتمعون كالشموس..،
رشا رفعت شاهين
كنت هناك في الأعلى، وكانت لدي القدرة على الطيران والاختفاء والتشكل وإصابة من أريد بالنسيان..،
كنت أظهر لهم في أحلامهم لأساعدهم وأدلهم على حل مسائل حسابية معقدة..،
اختراع آلة، تأليف شعر وروايات…، ومشاكلهم الشخصية المضحكة،، ثم أجعلهم ينسون فور استيقاظهم، ليستدعي عقلهم، بعد ذلك، بعض شتات مما خبرتهم به..،
غير مسموح لنا بالتدخل كثيرا..،
ذات مرة، أخبرت أحدهم بكل شيء، كل شيء..،
كانت روحه مضيئة جدا، كاد يصبح واحدا منا، ولكن بعد عدة حيوات ودروس وبعض الألم..، عقاباً لي، أنزلوني هنا فقيرا، مريضا..،
عانيت كثيرا وسط البشر، آذوني بالتأكيد، فتلك طبيعتهم الخرقاء، سامحتهم، وأحببتهم وسط ذهول وتعجب،
- أتُحِبين مَن آذوك؟
- نعم، ولا أعرف لماذا ؟
بدأ الأمر ينكشف تدريجيا.
بعد الألم، تعلمت حكمة قاسية: ليس كل ما يُعرف يُقال.
بدأ الأمر بكلب مريض قابلته في الطريق. وضعت يدي عليه، فقام مبرأً يجري ويلهو،، اكتشفت أول قدراتي..،
كنت أحلم دوماً بأن لي جناحين أطير بهما..،
جناحان ابيضان، مضيئان جداً…،
بدأ الأمر ينكشف، كنت أُحب زيارة المساجد والمعابد وكل أنواع دور العبادة..،
طفلة صغيرة أشارت إلى وضحكت، اتخذت معها، ومع أسرتها عدة صور..،
هالة بيضاء تحيط بجسدي في كل صورة،، يبدو أن زملاء السماء عفوا عني،،
تذكرت، فجأة، من أكون…،
صعدت إلى أعلى طابق في المبني الذي أسكن فيه، وبدأت في الطيران إليهم متوعدة بانتقام صعب، أرى ضحكاتهم ترتسم على وجوههم ويلتمعون كالشموس..،
انتظروني..،
صعدت، وقد اكتشفت جناحي..،
وفي أسفل المبني، ارتمت جثة فتاة معاقة، مهشمة، وعلى وجهها ابتسامة-لغز…،
يبدو أنها كانت بائسة جدا وقد ذهبت إلى مكان أفضل،،
هذا ما قالوه..
بعد أن فارقتهم..،
حمقى.