مباشرة بعد التقاط خبر إقتراب انضمام اللاعب ياسين البحيري لنادي الوداد البيضاوي في الأيام القادمة، والتوقيع لهذا النادي (على الأرجح قبل الجمع العام العادي للمولودية بحسب مصادر مطلعة)، دشنت جهات محسوبة على نادي الرجاء البيضاوي حملة إعلامية مسعورة في صفحات ومواقع التواصل الإجتماعي، ضد رئيس المولودية الوجدية، تنديدا بتعمد هوار حرمانهم من خدمات أفضل وسط ميدان بالمغرب، الذي تألق مع سندباد الشرق خلال هذا الموسم، بحسب مزاعم مروجي هذه الحملة المسعورة.
تابعنا كيف قامت الدنيا ولم تقعد فور شيوع خبر حسم المولودية والوداد لصفقة البحيري بشكل رسمي حسب مصادرنا الخاصة، بعد مفاوضات ماراطونية بين مكتبي الناديين، في خضم تنافس شديد بين الجارين الوداد والرجاء.
لكن وقبل إتمام هذه الصفقة لاحظنا الضغط الممارس من طرف نفس الجهات على البحيري من جهة، وعلى هوار من جهة أخرى، وما صاحب ذلك من تشويش على أكثر من صعيد منذ بداية تقاطر العروض على صانع ألعاب المولودية، إذ شنت حملات ضغط على الأخير ومكتب المولودية في عملية تجاوزت حدود اللياقة واتسمت بقلة الأدب، إلى غاية لي للذراع بغية إرغامهم على التوقيع للرجاء من جهة، في بمحاولة بائسة، يائسة لتحريض جماهير الفريق الوجدي ضد رئيس فريقهم من جهة أخرى.
فلا عجب أن تأتي الحملة التي يتعرض لها محمد هوار، ممن تعودوا التوقيع للاعبين بأثمنة دون مستوى أثمنة سوق الإنتقالات، كما كان الحال مع اللاعب حركاس الذي انتقل للرجاء خلال الموسم الماضي. ينضاف إليه لاعبون ٱخرون من فرق أخرى، وقع أغلبهم بأثمنة زهيدة وأحيانا دون منافسة شرسة.
ولفهم عمق الحملة الكبيرة ضد هوار، يكفي سرد بعض ما جاء في الخرجة الإعلامية للبدراوي رئيس الرجاء، وتصريحاته للصحافة وهو يتحدث عن الإنتدابات، إذ وجه اللوم لرئيس المولودية وتجاهله له وإغلاق هاتفه في وجهه، إضافة إلى تصريحات أخرى لا تليق برئيس فريق عريق مثل الرجاء.
نسي الرئيس الجديد وهو يكشف تفاصيل مفاوضاته مع البحيري وهوار أن عراقة الأندية تقاس أيضا بالحفاظ على سمعة المنافسين، وأنها يفترض أن تحاط بسرية تامة. فتعمد البدراوي الإفشاء (إن صح ما يقول) كان عملية انتقامية عبر تدوينات وقصاصات أخبار ومنشورات تهاجم محمد هوار، خلاصتها تفضيل الأخير لعرض الوداد وحرمان منافسه الرجاء من خدمات البحيري.
لا أحد يجادل أن لهوار عدة أخطاء وهفوات وسوابق خاصة بالنسبة للانتدابات (وما أكثرها)، فهذا يعد شأنا مولوديا محظا، ولن نسمح لأي كان من خارج جماهير وأبناء وجدة التدخل فيه، لأن ذلك يعتبر بمثابة مس بالمولودية وبتاريخها بحلوه ومره، لأن غسيلنا تعودنا دوما أن ننشره داخل البيت المولودي، وليس بالوكالة على أعتاب صفحات موالية للرجاء أو غيرها من الفرق.
وهو نفس المنطق الذي تبناه عدد من المدونين الوجديين العقلاء ممن فضلوا بكل رزانة عدم الإنسياق في متاهات الصراع بين الغريمين الرجاء والوداد.
فالحملة والهجوم الذي يتعرض لهما هوار، هو هجوم وحملة على المولودية الوجدية أيضا، تغذيه في الظاهر منافسة بين فريقين بيضاويين، وهي منافسة لا تعنينا كوجديين أصلا، لكن أن يتحول هذا التنافس للمس بالمولودية ولتغذية نزعات التفوق البيضاوي فهو أمر يعني كل الوجديين لا محالة.
فتصريحات البدراوي ومعه كل من سار في طريقه ومنطقه، تكرس النظرة الدونية التي ينظر بها إلينا رئيس الرجاء، وإلى كل من هو خارج عن محور كازا بلانكا وما جوارها، وهي نظرة مكرسة لتقسيم بائد، يلخص المغرب في جهة نافعة مستنفعة مسيطرة على كل شيئ وأخرى غير نافعة يجب أن تنصاع في صمت.
لسنا هنا لندافع عن هوار ومكتبه، فله قنواته التي تقوم بهذه المهة، فالأخطاء التي ارتكبت على عهد ولايته تعد بالجملة، وقلة الإحترام والتطاول التي صرنا نعامل به كمولوديين واحدة منها.
وسنظل ننتقد كل ما يشوب مسيرة الفريق الوجدي، ونحاسب رئيس الفريق على كل كبيرة وصغيرة، لكن داخل البيت المولودي ولن نبيع ونشتري ونساوم في ذمة فريق مر منه إسم كبلهاشمي.