رسالة من الصين إلى وزير الثقافة: قرارات وزارة الثقافة المغربية بعيون الجالية
نجحت الدولة المغربية تحت قيادة ملكها أن تكون مثلا أعلى لبعض الدول الخارجية وخاصة العربية، لمواجهة كوفيد-19، حيث واجهت هذا الوباء ببسالة ولولا ذلك لكنا عشنا كابوسا مثل ما حصل مع بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية ومصر…
ولا يسعنا، نحن كأبناء المغرب الحبيب، إلا الافتخار بوطننا في دار المهجر ونحن نعاني الأمرين، الأول مواجهة الوباء في بلد غير بلدك والثاني مسلسل الخوف عن الوطن وعن العائلة والأصدقاء ، لكن أن تخرج بعض القرارات غير الحكيمة من طرف بعض أعضاء الحكومة ، فهذا مالا نقبله ونحن نقدم كل الدعم المادي والمعنوي لبلدنا ونمثله بشرق الكرة الأرضية خير تمثيل وكلامنا هذا موجه لوزير الثقافة وقراراته الأخيرة التي ليست لها أي صلة بالوزارة الوصية، حيث تتراجع عن دعم حوالي خمس مائة كتاب وهي أغلبها لأدباء ومثقفين وباحثين ومفكرين بذلوا كل الجهد لتقاسم المعرفة مع غيرهم وتنوير الرأي العام بكل ما هو جديد وتم التوصل إليه بعد مدة من البحث والتنقيب، وهذا رقم صغير جدا، في حين تم دعم مؤسسات هي في غنى عن ذلك.
ونريد أن نقول له بأن كل الدول التي تحترم المثقف والثقافة حققت ازدهارا في مختلف المناحي ونضرب المثال بجمهورية الصين الشعبية، التي حققت خلال العقود الأربعة الماضية، طفرة مهمة شملت مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والسياحية، حيث ركزت على تنمية قدراتها الشعبية والدولية من أجل تحقيق المزيد من الازدهار، بالرغم من الكثافة السكانية الهائلة والتي تتجاوز المليار والنصف، إلى أنها استطاعت أن تخفض من نسبة الفقر وتشجع التعليم والثقافة ، وأصبح الالكتروني منه بمثابة ثقافة تنفرد بها عن باقي الدول الصناعية، ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية، كما خططت تقنيات حول كيفية الانفتاح على العالم العربي، ومنح فرص كبيرة لبعض الدول النامية لتنمية ذاتها من خلال بوابة الثقافة والدليل على ذلك دعم مختلف الدور والمؤسسات التي تبحث في الكتاب وتترجمه، من أجل تسويق ونشر ثقافتها في الخارج حيث خصصت في السنة الماضية سبعة مليارات وثمان مائة وستة وسبعون مليون “يوان” لدعم الكتب كما تخصص المليارات لدعم كل الأعمال الثقافية، فبالرغم من الكثافة السكانية العالية وسهرها على تقوية اقتصادها إلا أنها تدعم أيضا الجانب الثقافي دعما قويا ، ومن طبيعة الحال يشمل هذا الدعم جل الأعمال الأدبية التي لها علاقة بالثقافة العربية وصادف وزرت دار للنشر والتي لديها فروع بمختلف المدن الصينية وخاصة بكين، حيث وجدت كتب مترجمة لابن بطوطة وألف ليلة وليلة وحياة الرسول صلى عليه وسلم والصحابة ثم صحيح البخاري…. واللائحة طويلة.
خلاصة القول، إننا كجالية مغربية، نشجب بشدة القرارات غير الصحيحة لوزارة الثقافة المغربية التي تأخذ على حساب العلم والتعليم والثقافة داخل بلادنا، لأننا بسهولة نحاول الحفاظ على الثقافة المغربية من خلال ما نكتبه في زمن يتم السماح فيه لنشر الثقافة الغربية التي غزت كل بيوت المغاربة، فالمغرب قائم بفضل ملكه وشعبه، وعلى وزير الثقافة أن يعلم هذا. كما أن العالم في هذه السنة أعاد حساباته، حيث بدأ الاهتمام بالتعليم والعلم ، فمن وقف صامدا أمام الجائحة هو المعلم والطبيب، فكيف لوزير الثقافة المغربي أن يتنكر لهذا ويلغي عملية دعم الكتاب؟