مدارات

رسائل كلينتون تكشف علاقة البيجيدي بالولايات المتحدة الأمريكية

تكشف مذكرات هيلاري كلينتون عن جانب آخر، يتعلق الأمر بعلاقة حزب العدالة والتنمية المغربي مع الولايات المتحدة الأمريكية ضمن سياق أجندة أمريكية عامة على المستوى الإقليمي مغزاها يتمثل في الانتفتاح الأمريكي على الاحزاب الإسلامية، إذ بدأت من خلال ذلك مشاورات واتصالات وزيارات، وحينها خرجت العديد من التحذيرات تؤكد دعم الولايات المتحدة الأمريكية لحزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي في الانتخابات التشريعية المغربية سواء تلك التي جرت سنة 2011 أو التي جرت في 2016.

تحت غطاء التواصل، بدأت السفارة الأمريكية بالرباط، تتواصل مع قوى التدين السياسي المغربية، وأساسا جماعتا العدل والإحسان والعدالة والتنمية من خلال دعوتهم للمشاركة في منتديات ولقاءات لتبادل الآراء، سواء داخل السفارة الأمريكية في الرباط، أو في جامعات ومؤسسات التفكير الاسترايجي في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومع تواجد العديد من التصريحات تحذر من هذا الدعم، وارتفاع الاتهامات بالتدخل السياسي الأمريكي في الشؤون الداخلية المغربية، خرج السفير الأمريكي ّدوايت بوش” في حوار مع أحد المنابر الإعلامية قصد تكذيب هذه الاتهامات، والتأكيد على اترزام الإدارة الأمريكية بالحياد في الانتخابات الأمريكية، مؤكدا ذلك بالقول: “نحن نؤمن الىن بأن المشاركة الفعالة للمواطنين في النهج الديمقراطي لبلدهم أمر جد مهم، وهنا في السفارة نلتقي بعدد من ممثلي الهيئات المدينة، والأحزاب السياسية، ونلتقي مواطنين، ونشجعهم على المشاركة في المسار الديمقراطي للبلد، فذلك يعتبر أمرا مهما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

ضمن هذا السياق، عملت إدارة أوباما على استغلال واقع إقليمي سمته حالة ثورية، كما تم الدفع بها بقوة تحت مبرر خلق التغيير عبر إيهام الشعوب بكون التغيير للوصول إلى الديمقراطية عبر إحداث فوضى خلاقة، بحيث عملت على قلب الأنظمة والإطاحة بقيادات.

لقد تم اختيار حركة التدين السياسي ممثلة في حزب العدالة والتنمية لتنفيذ “التغيير” الذي يمكنهم من إحداث الفوضى الخلاقة، ومستغلين في ذلك تعطشهم للوصول للحكم وبراغماتيتهم المفرطة. كما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بفتح حوارات معهم، إذ أظهروا استعدادهم لتقديم كل التنازلات بخصوص خطابهم.

والولايات المتحدة توصلت بكون قوى التدين السياسي الأقدر على مساعدتها في تنزيل مشروعها الشرق الاوسط الكبير.

فالحركات الإسلامية سبق وأن ساعدت الولايات المتحدة في الماضي إبان الحرب الباردة، كما من خلال حكم الإخوان ضمن سياق إقليمي يتسم بزرع التفرقة وتقسيم الدول عبر ضرب التعدد والتنوع بغاية زرع التفرقة، كما أن الأحزاب الدينية، بدون مشروع اقتصادي واجتماعي، ولا كفاءات لها لتحقيق التنمية واتجهت العدالة والتنمية حينها بالتسويق بكونها تتبنى التاويل المرن للدين، دون أن تتخلى عن الخطاب الشعبوي الذي يدغدغ العواطف، وظهر تعطشهم نحو السلطة، لهذا قدمت نفسها كوها الخيار الأنسب بالنسبة للمغرب، بركوبها على الحراك الإقليمي ومطالب الشعب المغربي بدون مشروع اقتصادي واجتماعي واضح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock