ربيع الإرهاب في الجزائر: الكشّاف الذي يفضح صناعة عسكر الجزائر للإرهاب، وعلاقته بالبوليزاريو وحزب الله وإيران
بات من المؤكد أن فرنسا قد أعطت الضوء الأخضر لإصدار الكتاب/ القنبلة ” ربيع الإرهاب في الجزائر” الذي يدن بشهادات رسمية من فاعلين أساسيين الجزائر الرسمية بارتكاب أفعال إرهابية في حق الشعب الجزائري خلال ما عرف في الجزائر بالعشرية السوداء التي امتدت على سنوات ال 1992 و2002.
وكان مسؤولون جزائريون يتقدمهم الجنيرال قايدي مسؤول المخابرات العسكرية الجزائرية قد قاموا بزيارة سرية إلى فرنسا للقاء المسؤولين هناك ودفعهم إلى منع صدور الكتاب الذي تأسست معطياتهم على وثائق رسمية تدين بالأسماء مسؤولين جزائريين في الغرهاب وفي التواطؤ مع الجماعات المسحة التي كانت تقتل الجزائريين.
ويقدر مراقبون عدد ضحايا الإرهاب في الجزائر ربع مليون قتيل كان لجنرالات الجيش الجزائري حظهم الأوفر في ارتكاب تلك الجرائم.
وخلال اليومين السابقين، بالموازاة مع الضجة التي أثارها صدور “ربيع الإرهاب في الجزائر”، عاش مقر المخابرات الجزائرية والمسمى لدى الجزائريين، ب “عبلة”، على وقع خلافات وصدامات بين جنيرالات الجزائر….
ويعتقد مراقبون، أن كتاب “ربيع الإرهاب في الجزائر” أنه يثير موجة خوف وهلع لدى عصابة الجنرالات الحاكم الفعلي في الجزائ.
والأهم ما يثيره الكتاب هو صناعة الإرهاب من طرف النظام الجزائري، وهذا أمر جلل، لأنه بحسب ما تسرب من مقتطفات، فالكتاب هو فاكهة عمل فريق من القادة العسكريين والأطر المدنيين الفارين من الجزائر، والذين ينتمون إلى نادي الصنوبر، أي أنهم كانوا من ضمن الحلقة الضيقة للحكم في الجزائر.
ولأول مرة، سيتم الكشف عن وثائق عبارة عن مراسلات، واتفاقيات وتحويلات مالية سرية بين النظام الجزائري و الحركات الإرهابية التي ذبحت الجزائريين خلال العشرية السوداء، والتي اشترطت على النظام الجزائري الدفع المتواصل للحفاظ على التوازن بالبلاد وضمان صمت هذه الحركات التي تسلم للنظام الجزائري كل خميس رجلا لأجل تقديمه للشعب كثمرة حرب ضد الإرهاب، حتى يؤكد القادة العسكريون الجزائريون للشعب- حسب المصادر دائما- أن الإرهاب قائم و في أي لحظة يمكن أن يعيد تجربة الحرب القذرة في تسعينيات القرن الماضي و يقتل الجزائريين، مما يعطي الإحساس الدائم بالحاجة إلى العسكر المتحكمين في قدر و مصير البلاد. خطورة الكتاب لا تنتهي هنا، بل تمتد لتنبش في أسرار وفاة قائد الجيش الجزائري “أحمد القايد صالح”، وعلاقة الأمر بالجنرالين الدمويين “نزار” و”توفيق”، ويجيب عن سؤال تورط قائد الجيش الحالي “سعيد شنقريحة” في تدبير هلاك الراحل، وتمتد فصول الكتاب لتصل إلى المخيمات الصحراوية، حيث يمنح الرأي العام الدولي دلائل ملموسة عن العلاقة الثلاثية الخطيرة بين الجيش الشعبي الصحراوي والإرهابي “أبو الوليد الصحراوي” وقادة “حزب الله” الشيعي…
من جهة أخرى، يعزز الكتاب الاطروحة المغربية التي ظلت تؤكد وتدافع عن مغربية الصحراء، ومن كون النزاع حولها مؤامرة جزائرية تطمح الجزائر من ورائها وضع موطئ قدم لها على الأطلسي في إطار الصراع على النفوذ.
وبذلك، يعتبر الكتاب آخر ورقة تفضح بالوثائق ارتباط قيادة البوليساريو بالإرهاب، خصوصا وأن إنهاء فرنسا لحياة “أبو الوليد”، وما خلف الأمر من حزن داخل المخيمات بعدما تلقت أسرته العزاء من قيادة البوليساريو في مهلكه…، هذه الخطوة كانت دليل اخر توضح العلاقة الوطيدة بين الرجل والبيت الأصفر بالرابوني، وتأكد الأمر بعد نشر عدد من الصحراويين داخل المخيمات تدوينات تنعي مقتله، وتغريدات على تويتر تصفه بالشهيد والمجاهد…، ظنا منهم أن ما يكتبونه لا قيمة له، وهو بعيدا عن الأعين الراصدة للأجهزة السرية، لكن في الأصل تصنفه الدول التي تحارب الإرهاب بكل تلاوينه أدلة على الارتباط الوجداني والروحي بالإرهاب والشعبي معه، وبالتالي يسهل الحكم على مخيمات تندوف كأرض خصبة والحديقة الخلفية لتفريخ للجهاديين في الصحراء والساحل وسيدفع دول العالم الى دعم المغرب.