كرونيك

رأيت فيما يرى النائم…!

لا تتطلب الأحلام ميزانيات كبرى وبنايات مكيفة أو سيارات خدمة لفائدة أي كان.

المجالس كلفتها باهظة.

يتسلم أعضاؤها أجرا شهريا، تعويضا عن الحضور وتعويضات أخرى عن التنقل داخل البلاد وخارجها.

معظم أحلامي تتخطى الحدود، دون إذن مني.

أتصور أن التعويضات عن كل حلم، لو وجدت، ستكون غالية.

لحسن حظي، وحظ الحالمين مثلي، أن الأحلام تأتي بلا مقابل.

تستحق الأحلام الصغيرة جدا أن تروى، رغم تواضعها وسهولة تحقيقها.

رأيت في منامي الوزير الناطق باسم الحكومة وباسم قطاع واسع عريض يحمل آمال المغاربة وأبنائهم في مستقبل زاهر وفي تربية واعدة، يصدر قرارات حكيمة وواقعية.

رأيت فيما يرى النائم، هذا الوزير يأتي إلى بلاطو التلفزيون الوطني في برنامج خاص محاطا بمتخصصين في الميدان، فيحاورهم حوارا حقيقيا ويقارع الحجة بالحجة. فيقتنع من يقتنع أو يعارض من لا يقتنع، لكن بعد أن يستمع ويتمعن في كلام الحاضرين والحاضرات من تربويين وأطر صحية وممثلين نقابيين وغيرهم.

رأيت استطلاعا للرأي يسبق القرارات، وقرأت رأيا معللا ومنشورا في وسائل الإعلام لمجالس لا نرى أعضاءها إلا ساعة تعيينهم.

قرأت استشاراتهم مكتوبة، تحمل مواقف واضحة وشجاعة.

أنا أحلم.

أليس من حقي أن أحلم؟

أما الحقيقة، فاستديوهات الإعلام الوطني، وأقصد القناة الأولى للتلفزة المغربية، حتى لا يظن أحد أنني أخفي ما في بالي وراء الأحلام، فلا تنير مصابيحها ويشتغل أصحابها إلا لنقل محللي الرياضة بمناسبة مقابلة كرة القدم أو حتى بمناسبة رياضة الكولف الذي لا أعرف شخصيا أيا من ممارسيها.

لا أنتقص البتة من الرياضة والرياضيين، أحلم فقط بالمساواة في الخدمة بين نقل حدث رياضي وتحليل قرار مصيري يهم أمة بكاملها.

لا أملك ما يكفي من المعرفة الأكاديمية والخبرة التقنية للتعليق على قرار وزارة التعليم، ولكن أجد أن القرار يستحق أن يناقش في برنامج خاص، عوض مذيعة تكتفي بالشكر الجزيل والدعاء بالنجاح والتوفيق وكأنها ليست صحفية بل بائعة ورد على ناصية الطريق.

لأن الأحلام لا تتوقف، أحلم برئيس حكومة محنك ومقنع يجيد مواجهة المواقف الصعبة واتخاذ القرارات الكبيرة.

أما أن تترك تعليقا يتيما في تويتر أو ما شابه، فل اداعي لإزعاجك ما دام الماء يتدفق من الصنابير والضوء يغمرنا بمجرد كبسة.

في آخر المطاف، فهمت أخيرا أن المجالس الكثيرة وأعضاء الحكومة لا يفرقون، منذ زمان، بين الحضوري وعن بعد.

فالإثنان سيان عندهم، لأن حضورهم مثل غيابهم.

أما البقية الباقية، فلتستمر في أحلامها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock