كرونيك

ديمقراطية نظرية “كْوي وبُخ”…!

لا تستغرب كثيرا إذا واجهك أحدهم بجملة كلاسيكية، حين تعترض على خرقه القانون بالأفعال أو الأقوال، وفي مرات عديدة، بالتصرف وكأنه يملك جزء من الفضاء العام.

ستسمع شيئا يشبه:

إنها الديموقراطية.

في نظر البعض، الديموقراطية هي أن تفعل ما يحلو لك، وفق أهواءك.. وكما تراه أنت.

غالبا، يستحسن أن لا تقحم نفسك في نقاش حول المفاهيم مع من يدافع عن هذا الطرح المجانب للصواب والخطير أيضا.

لكن، حتى إذا قررت أن تستكشف مواقف مفكرين وفلاسفة وسياسيين، منذ الفلسفة اليونانية الكلاسيكية إلى اليوم، فلن تسلم من تضارب التعاريف والمواقف من الديموقراطية.

في بعض الأحيان، قد يحشر أعتى الديكتاتورات مفهوم الديموقراطية لتبرير وتجميل قراراتهم.

فعلى سبيل المثال، يرى حكام طهران الإسلاميون المتطرفون أهم يحكمون وفق نظام ديني ولكن ديمقراطي.أما الدليل المفحم، فهو تنظيم انتخابات يصوت فيها الشعب وتفرز مجالس ومنتخبون.

في النظام الديمقراطي، “تصبح جمهرة الشعب هي الحاكمة بدلا من القانون، يحدث هذا عندما تكون للقرارات الشعبية فاعليتها أكثر مما للقانون” حسب أرسطو.

وقد يكون أصل الديموقراطية محط انتقاد شديد بالنسبة للتيار الإسلامي، باعتبار المرجعية الفكرية المغايرة التي انبثق منها، وبالنظر إلى وجوه التصادم في الأسس التي يقوم عليها قياسا إلى المرجع الذي ينطلق منه الفكر السياسي الإسلامي، فيقوم الإسلاميون بلي عنق الديموقراطية لتناسب قناعاتهم.

يرى كارل بوبر، في تحليل رزين وجد مقنع، أن دور الديموقراطية هي توفير بديل عن الحاكم الفاشل دون اللجوء للعنف.

نجاح التداول السياسي في الدول الديمقراطية وفترات قصيرة، تصل إلى أربع سنوات فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، قد يدعم نظرية كارل بوبر.

بعجالة، تيار النقد والتقييم “التصحيحي، “يراسل حزبه، العدالة والتنمية ويدعوا للتغيير وأشياء أخرى من بينها عودة الزعيم “المتقاعد”.

يجيب الحزب تيار معارضيه، بكل حب وحنان، ويرى أن المبادرة جيدة وعربون على انفتاح الحزب على الرأي المخالف .

هي إذن الديموقراطية كما يراها العثماني وحامي الدين ومن معهما. وتعني أن نبدل أماكننا داخل الحزب ونستمر في قيادة الحكومة بكل ديمقراطية بعد عشر سنوات من الفشل.

هذه إذن نظرية جديدة، عنوانها “كوي وبخ”.

فعلا، التأويلات… التعاريف  لا حدود لها، وعلينا أن نقبل مناقشتها كلها، حتى الأكثر غباء واستغباء منها.

إنها الديموقراطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock