رياضة

دفاعا عن زملائي سابقا عمال قطاع النظافة، ما بين البدراوي وشوف تي في

ما وقع خلال الأسابيع الأخيرة في قضية إعادة انتخاب مكتب مديري جديد لنادي الرجاء البيضاوي المغربي تمرين ديمقراطي وجب على الجميع الإفتخار به.

دخول بعض من قبيلة الصحافة على خط هذا التمرين سلبا أو إيجابا لن يحسب إلا في خانة الإهتمام الجدي بكل القضابا الوطنية، عدا أن يكون هناك من وراء ستار، يدفع هذه الجهة الصحافية أو تلك لتصفية حسابات أو للضرب من تحت الحزام.

أن ينزل النقاش مثلا إلى نعت أحد المتبارين على كرسي الرئاسة ووصفه ب “مول شاحنات الأزبال” هو إهانة لآلاف العاملين بهذا القطاع.

ثمة فرق “ثقافي” بين من ينظر إلى قطاع تدبير النظافة من زاوية أنه قطاع نظافة ومن يصف عامل النظافة ب”مول الزبل”. يتذكر الجميع ما قام به هؤلاء الشرفاء في عز انتشار وباء كورونا من تنقية محيطنا وحمل أوساخنا وتنظيف كل المجال.

شخصيا أتيحت لي فرصة العمل كمراقب بإحدى الشركات بعقد محدد المدة وعاشرت هذه الفئة من أبناء هذا القطاع ووقفت على حجم الأعمال الجليلة التي يقدمونها إلى الساكنة وإلى المدن بشكل عام.

لازلت أتشرف بارتداءي سابقا “ولو أنها كانت مدة قصيرة” لهندام “عامل نظافة”، وكم كنت فخور بذلك وكم وجدت في أغلب العمال حب المهنة والإعتزاز حتى أني أطلقت عليهم صفة “سواعد النقاء”.

تحتاج الرجاء البيضاوي إلى جميع بناتها وأبناءها لإنقاذ العالمي الذي أحرج ذات ليلة كبير الأندية الأوروبية ريال مدريد.

نحتاج كذلك نحن قبيلة الإعلاميين إلى فضيلة الإنصات وقيم التحري بعيدا عن الإثارة التي أساءت للمهنة وفرضت علينا دون وجه حق فئة من حاملي الكاميرات و الهواتف ينقلون ما لا يتقبله العقل وفي غالب الأحيان ينقلون ما لا يعرفون وما لا يعلمون.

الجهة الصحفية التي دخلت على خط هذا التمرين الديمقراطي بين بنات وأبناء الرجاء ومحاولة تشويه سمعة أحد المترشحين باستغلال وجوه لا علاقة لها بالمنافسة على كرسي رئاسة النسر البيضاوي نعتقد أنه أسلوب منتهي الصلاحية في زمن أضحى شفافا نبحث فيه عن تألق وطننا في كل المجالات.

ليس دفاعا عن البدراوي لأني لست بمحامي لكن دفاعا عن زملاء اشتغلت معهم لشهور ولم أرى في أغلبهم سوى البساطة والصدق والمصداقية وحب الوطن.

نتمنى أن تتأهل أنديتنا الوطنية وتتجاوز عتبة الإحتراف، ولعل ما وقع لنا قبل نهائي دوري أبطال أوروبا بين الوداد البيضاوي والأهلي المصري درس يجعلنا ننتصر لكل النوايا الحسنة التي تأهل أنديتنا للتباري على محطات الملتقيات والمناسبات الرياضية لأنه في جميع الأحوال تضاف الألقاب إلى خزينة الوطن.

كم مرة قدم لنا عمال النظافة دروسا في الصدق والأمانة بإرجاع مبالغ مالية تقدر بالملايين إلى أصحابها بعد العثور عليها في أكياس القمامة أو ملقاة على الطرقات. وكم مرة أحرجنا بعضهم ونحن نرمي الأزبال على مقربة من الحاويات.

أتذكر جيدا ذلك العامل المنتسب إلى مرفق تدبير قطاع النظافة الذي حصل على شهادة الماستر، وكثير منهم من حملة كتاب الله، ومن رواد العمل الجمعوي ومنهم الرياضيون والفنانون وحاملي الشهادات العليا، دفعهم الرغيف لسد رمقهم وارتداء بذلة ” سواعد النقاء”.

ملحوظة :
جاء هذا المقال بعدما تلقيت العديد من المكالمات الهاتفية من بعض زملاءي السابقين بقطاع النظافة محتجين على وصفهم بطريقة أو بأخرى بـ ” مالين الزبل “.

اعتذر لكم بالنيابة وأقولها بكل جرأة صار بعض من قبيلة أهل الإعلام حقا ينقلون ويكتبون ويخطون ” كلاما كله من قمامة الأزبال”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock