كرونيك

خِلّتي يا خِلّتي، لا فرق بين الوباء والغباء سوى حرف واحد…

أستمتع بأغنية ” خِلّتي يا خِلّتي أنا عربي أصيل” لصاحبها عبد الله الحداد، ولسبب ما تبدو مناسبة جدا لشرح ما وقع وما يقع.

يقول الراحل عبد الله الحداد، ضمن مطلع موزون:

“كنت أرعى الغنم في البراري

وأسمع أخباركم من راديو ترانزستور

أخباركم شوشت أفكاري

قلت أشوف بعيني وأستخبر….”

أستحضر الشاعر والمطرب الراحل عبد الله حداد يلقي رائعته، بابتسامة تجمع بين السخرية والحزن على ما وصلت إليه الأمور في بلدان المنطقة.

أما أنا، فأعيد ترتيب الأحداث وأتسلى بوضع مقاطع من الأغنية على تسلسل القرارات منذ بداية الأزمة.

فبعض الهم يبكي، وبعضه يضحك.

في شهر مارس، بينما كنا نستعد لتوديع برودة الشتاء والاحتماء بجو الربيع الدافئ أحيانا كثيرة والممطر بين الفينة والأخرى، أصدرت الحكومة قرار الإقفال التام بموجب مرسوم الحجر الصحي.

يقول الحداد:

“لازم تكون تكتكجي ابن تكتكتجي…”

صفق لنا العالم بعد مرور أربعة أشهر، لأن حالات العدوى بقيت تحت السيطرة.

لم يتجاوز التعداد اليومي المئة أو المئتين في أسوء الحالات.

كما، وقع في بلدة للالة ميمونة.

ثم رفع تقنين التنقل والتجوال، وانتشر الناس يفتشون بين الخرفان عن أضحية سمينة؛ ليحمل هذا خروفا من مكناس إلى الراشيدية وذاك من الدار البيضاء إلى طاطا، في حركية بديعة وشاملة.

وأنا مثل راعي أغنية الحداد، أحتاج لشرح لما يقع.

“قالوا إن شدوا رخينا، وإن رخوا شدينا…”

ينشد الحداد بمزيد من السخرية.

قلت لنفسي:

لازم تكون تكتكجي ابن تكتكجي…

ثم بدأ الرصد الصحي يسجل ألف إصابة، تليها ألف وألف…

“ابن تكتيك يا متكتك، تكتكتك بتكتك كل المسائل

يا خِلّتي…”

أقفلنا نصف الشواطئ ونصف الأنهار ونصف المقاهي، ليتزاحم خلق الله في ما بقي مفتوحا.

سألت :

قالوا تكتيك يا جاهل…

قرر الوزير أن يكون التعليم عن بعد وأن تفتح المدارس للتعليم الحضوري لمن يرغب.

ينشد الشاعر عبد الله الحداد:

“أنا راجع أرعى الغنم

وأحكي القصة للغنم

لكي إن فهم الغنم وفهموني برجع ليك

ويا معود إلا التكتيك

راجع أرعى غنماتي

يمكن أستوعب أكثر….

خِلّتي يا خِلّتي، لا فرق بين الوباء والغباء سوى حرف واحد…”



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock