رياضة

خليلوزيتش، المدرب الذي أفسد حلم المغاربة

نجا البوسني وحيد خاليلوزيتش الجمعة الماضي، وكعادته من ملعب الشهداء  “الجحيم” بالعاصمة  كينشساسا وحقق “عدديا ورقيا” تعادلا إيجابيا في مواجهة الكونغو الديمقراطية في ذهاب الملحق الإفريقي المؤهلة لمونديال قطر 2022.

تحاصر الجماهير المغربية ومعها الرياضيين وكل المهتمين بالشأن الكروي، ومنذ الخروج المبكر ” ربع النهائي”، من نهائيات أمم إفريقيا الكارون. الكثير من الأسئلة منها تتطلب جوابا آنيا، لأنه لا نقبل أن نبقى رهيني “مسرح تجارب” منذ أن تولى المدرب خاليلوزيتش قيادة الطاقم الفني لأسود الأطلس.

من حظ المدرب وحيد أن قرعة التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا الكاميرون ومباريات مجموعات تصفيات مونديال قطر 2022، وضعته في مواجهة منتخبات ضعيفة، ولم يمتحن في أية مباراة مرجعية لمنتخبات قوية.

وكان لاختيارات المدرب البوسني في تجريب عديد من الأسماء أثر سلبي على الاستقرار الفني والمنظومة الكروية للمنتخب الوطني، أضف إلى ذلك اعتماده في نهائيات كأس أمم إفريقيا على أسماء، مع كامل الاحترام لها، تلعب بفرق مغمورة وفي بطولات مصنفة في مراتب متأخرة أوروبيا.

وضعت مشاركة أسود الأطلس في الكاميرون الجميع أمام أسئلة مشروعة مقلقة، لم يلمس المغاربة أي مشروع فني وتكتيكي للمدرب الذي أشرف لأكثر من على إعادة بناء منتخب جديد، زاد القلق أكثر حين أصر المدرب على استبعاد نجوما كبارا يحلقون بدوريات كبرى، أمثال حكيم زياش، عادل تاعرابت، نوصير مزراوي، عبدالرزاق حمد الله، زهير فضال وغيرهم مع ما تزخر به البطولة الوطنية الاحترافية من أسماء تألقت  في ملاعب إفريقيا.

هل قدم منتخب المغرب ما كان منتظرا منه في مواجهة مضيفه الكونغو الديمقراطي؟

هل حضرت بصمة المدرب التي افتقدناها خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا التي أقيمت في الكاميرون، أم أنه لازال يجرب؟

لماذا رفض زياش ومزراوي تلبية دعوة الجامعة المغربية لكرة القدم؟

في أي سياق نضع قرار طرد وحيد لمساعده مصطفى حجي؟ ولماذا يصر وحيد خاليلوزيتش على تغييب العديد من الأسماء المحلية والدولية ولازال يتمسك بلاعبين ليس لهم ما يؤهلهم لحمل القميص الوطني؟

  عشوائية في الاختيار، إساءة للكرة المغربية في علاقتها بنجومنا الدوليين

أكدت لائحة المنتخب المغربي التي حددها المدرب البوسني وحيد، لمباراة الكونغو الديمقراطية التي جرت بكينشاسا أن الرجل مقتنع باختياراته، ويعتقد على أن ما حققه  خلال كأس أمم إفريقيا الكاميرون إنجازا، وكأن المغاربة لا يستحقون التتويج ويكفيهم ربع النهائي، وأن خروجهم ضد منتخب مصر، بسبب اختيارات المدرب الذي فشل في الحفاظ على التقدم بل تراجع للدفاع ما مكن الفراعنة بالهجوم والرفع من أداءهم وتحقيق الانتصار.

خلال تصريح للدولي المغربي لزهير فضال لـ ” dmsports”: “تلقيت استدعاء للالتحاق بتجمع المنتخب الوطني المقبل، والجامعة الملكية المغربية بعثت لي بالتذكرة، لكن اليوم صدمت حين لم أر اسمي ضمن لائحة اللاعبين الذين وجهت إليهم الدعوة، إلى غاية الآن لا أدري لماذا”؟

استعبد وحيد كل من اللاعبين: سفيان الكرواني، محمد الشيبي، أيمن برقوق، زكرياء أبوخلال، سفيان رحيمي، وأشرف بنشرقي، ولم يكلف نفسه عناء التبرير، حتى إن الأسماء التي عوضت هؤلاء تطرح أكثر من علامة استفهام؟

احتفظ وحيد ببعض الأسماء التي لا تستحق حمل  القميص الوطني، وكأن الأمر يتعلق بتطيبي خواطر البعض، فالمنتخب الوطني تصرف عليه الملايير ولا أحد يسمح لأهواء أي كان أن يغازل أو يقدم لاعب على آخر.

فمثلا، مع كامل التقدير للاعب، آدم ماسينا الذي لم يلعب مع فريقه واتفورد منذ كأس إفريقيا يضعه المدرب روي هودسون خارج حساباته ما يؤثر على مردوديته وجاهزيته، في الوقت الذي يستحق فيه اللاعب يحيى عطية الله المشاركة، فاللاعب خبر أجواء اللعب بأفريقيا وله تجربة كبيرة، وأظهر قتالية وحنكة مع فريقه نادي الوداد البيضاوي.

ما هي معايير وأسباب إسقاط أسماء وليد الكرتي لاعب بيراميدز المصري، المهدي بنعبيد حارس مرمى الفتح، محمد علي بامعمر لاعب اتحاد طنجة، سفيان رحيمي لاعب العين الإماراتي؟

ذهاب كينشاسا أو الفرصة الضائعة

على الرغم من الظروف السيئة التي أحاطت بأجواء مباراة  ذهاب السد ( وهذا ليس بالجديد، الملعب يلقبه الكل بملعب الجحيم ) منذ وصول منتخب الأسود الى المطار إلى لحظة رشق اللاعبين أثناء خروجهم من الملعب كل هذه الأشياء لايمكن أن يعلق عليها لا خاليلوزيتش ولا الجامعة الملكية لتبرير الظهور الباهث للفريق.

لا ننكر أنه في مثل  مثل هذه المبارايات بالنسبة للمدربين الكبار واللاعبين المحترفين (محليا أو دوليا)، فتحقيق النتيجة هو الأهم في سياق خطة منسجمة مع الإختيارات ونهج تكتيكي مدروس وانسجام تام بين التوليفىة التي تصنع منظومة كروية، لكن ما شاهدناه خلال مباراة كينشاسا أننا فشلنا في بناء منتخب قوي بسبب عقلية المدرب التي حرمتنا من نجوم كبار.

أبانت التشكيلة التي دخل بها وحيد خاليلوزيتش أن الرجل لا يستقر على خطة معينة، بالرغم من أنه يلعب بنفس التشكيلة القديمة، وأنه لا يملك الشخصية القوية للدفاع عن اختياراته، فالتخوف من إشراك مثلا سفيان بوفال والحرص على الإبقاء به “كجوكر” للقاء العودة بالدارالبيضاء ثم العودة إلى إشراكه  نهاية الوقت الاصًلي فهذا جنون وتأكيد على التجريبية والفشل.

فاجأت خطة 3 5 2 العديدين فالرجل دأب على اللعب بخطة 4 4 2 أو 4 3 3، في الوقت الذي لم يكن هناك أي لاعب يفرض على المدرب تغيير خطته أو أنه يواجه فريق بأسماء ولاعبين يفرضون عليه هذا التغيير فالأمر يتعلق بفريق أقل من المتوسط.

لقد عجز خط الوسط من ترجمة الضغط المنتج لفرص تسجيل حقيقية وقلل من نجاحه عدم الانسجام وضعف التنافسية باستثناء أمرابط، وأضاع الخط أكثر من كرة ولم ينجح في إيصال كرات حقيقة لهجوم أثبت أنه خارج التنافسية الإفريقية. وكان ناجحا فقط في التمريرات الخاطئة (طالع تعليقات المحللين وبالنسب المئوية.)

حذر العديدون قبل المباراة من اللعب على التمريرات العرضية الطويلة نحو المرمى بفعل طول قامة لاعبي الكونغو وبعدم جاهزية اللاعب الناصري العائد من الإصابة، لكن هي التي حضرت.

لم ينجح المدرب وحيد  في استخدام النصيري لاعب اشبيلية الإسباني، وأفرغه من محتواه التهديفي في غياب لعب جماعي يخلق مساحات التوغل العددي وهو الذي لم يحصل لا بكأس افريقيا ولا بمباراة الكونغو الديمقراطية.

لم يقدم منتخب الكونغو الديمقراطية أداء مثاليا بل أننا بالرغم من استحوادنا على الكرة خلال الربع ساعة الأولى إلا أن تسجيلهم لهدف السبق أفقدنا التركيز، ويؤشر على أن المدرب يحشن فقط اللاعبين ولا يتسلح بأي نهج وأفكار وسيناريوهات بديلة تبعا لكل الاحتمالات.

لقد أضفنا فرصة حسم التأهيل بسبب اختيارات المدرب، ووضعنا أنفسنا في وضع لا نحسد عليه لأن منتخب الكونغو الديمقراطية ليس لديه ما يخسره خلال مباراة العودة في الدار البيضاء، وضغط التـأهيل والجمهور سيكون سيف دو حدين،  والمدرب كوبر قرأ جيدا خطط وحيد واختياراته ومن يعتقد أن مباراة العودة ستكون سهلة بالطريقة التي عودنا بها وحيد فإنه مخطئ، ما عدا أن يتسلح بعض اللاعبين وأركز على بعض اللاعبين برغبة الفوز وإخراج ما لديهم من فرديات وثنائيات أما أننا قبلنا أن نستمر في وضع مصير منتخبنا بين أيدي وحيد خاليلوزيتش فأعتقد أن المهمة صعبة.

يعتقد الجميع أن تأهل المنتخب لمونديال قطر 2022 تحصيل حاصل، وأن مباراة الثلاثاء القادم في الدار البيضاء ستحسم لصالحنا.

أكيد أن دعمنا لهذا المنتخب مسألة محسومة لا نقاش فيها، وأن مشاركتنا عليها أن ترقى إلى مصاف المنتخبات الكبيرة، لكن هل بإمكان وحيد خاليلوزيتش تحقيق حلم المغاربة والرفع من مستوى أداء المنتخب والتنافس إلى أقصى مرحلة.

أبانت نتائج كل المباريات التي لعبها وحيد خاليلوزيتش أننا فعلا تفوقنا رغم أن جائحة كورونا وضعف البنيات التحتية لبعض المنتخبات الإفريقية أعطتنا الأفضلية لكن هل نمتلك منتخبا تنافسيا ؟

لقد واجهنا فرقا ضعيفة خلال إقصائيات كأس أمم إفريقيا الكاميرون وكأس العالم قطر  2022

ظل وحيد خاليلوزيتش رهين تجارب عديدة، ولم يستقر لحد الآن على تركيبة بشرية قادرة على التنافس، يفضل لاعبين مغمورين بأندية ضعيفة ودوريات أضعف وأضاع فرصة إعادة  بناء فريق قوي متنافس خرجنا خاوي الوفاض من كأس أمم إفريقيا في الكاميرون ولم نلعب أدوارا طلائية على الأقل.

إن الأمر يتعلق بمنتخب لكل المغاربة، منتخب يحمل الراية الوطنية في ظل مسيرة الانتصارات التي حققتها الديبلوماسية المغربية لا يعقل أن يبقى المغرب خارج التنافس الكروي، بحجم الميزانيات والأموال والدعم العمومي والخصوصي من مؤسسات عمومية وميزانية دولة.

نجحنا في تجديد البنية التحتية من ملاعب ومطارات وفنادق، ونملك من النجوم محليا ودوليا ما يجعلنا نفتخر بوطننا لكن باختيارات خاليلوزيتش أفسد كل هذا البناء والحلم.

وطن يتس للجميع ويدافع عن التعايش والتسامح بين الأديان والجنسيات يعاكس  مدرب أجنبي قناعاته ويحرم نجوما من الدفاعي عن القميص الوطني مدرب عليه أ، يرحل أيا كانت نتيجة الثلاثاء المقبل.

إنه مدرب بلا رؤية ولا خطط واضحة ولا نهجا تكتيكيا ولا شخصية قادرة على تغليب مصلحة المنتخب على مصلحته وأهوائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock