حوار مع والي شمال دارفور السودانية مع تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة
إقليم دارفور والذي يعتبر الاقليم الاكبر في السودان يشهد صراعاً دموياً ساخناً بعد إندلاع الحرب اللعينة فيه بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ورغم ذلك شهدت ولاية شمال دارفور إستقراراً عالياً خاصة حاضرتها مدينة الفاشر والتي لم تشهد الحرب سوى لمدة يومين بعد تدخل المسئولين في ولاية شمال دارفور وحكومة الإقليم ، وعقب تكوين قوة مشتركة تمثل كل اطراف الكفاح المسلح نجحت هذه القوة في استتباب الامن وتلى ذلك حمايتها للقوافل التي تنقل الوقود والمؤن والاغذيه، عليه كان لابد لنا في ان نجلس مع السيد والي ولاية شمال دارفور والذي أجاب عن أسئلتنا مشكوراً
حاوره من مدينة جوبا : سايمون دينق/29 اكتوبر 2023
إقليم دارفور والذي يعتبر الاقليم الاكبر في السودان يشهد صراعاً دموياً ساخناً بعد إندلاع الحرب اللعينة فيه بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ورغم ذلك شهدت ولاية شمال دارفور إستقراراً عالياً خاصة حاضرتها مدينة الفاشر والتي لم تشهد الحرب سوى لمدة يومين بعد تدخل المسئولين في ولاية شمال دارفور وحكومة الإقليم ، وعقب تكوين قوة مشتركة تمثل كل اطراف الكفاح المسلح نجحت هذه القوة في استتباب الامن وتلى ذلك حمايتها للقوافل التي تنقل الوقود والمؤن والاغذيه، عليه كان لابد لنا في ان نجلس مع السيد والي ولاية شمال دارفور والذي أجاب على أسئلتنا مشكوراً
– السيد: نمر محمد عبدالحمن والي ولاية شمال دافور مرحبا بك ضيفا عزيزا على منبر تحالف الاعلاميين والحقوقيين الافارقة.
* مرحبا بكم وانا سعيد جدا بوجود هذا النوع من الاعلام لانه سيخدم جميع القضايا الافريقية على مستوى القارة وايضا اعتقد انه سيخدم اتجاه ايجاد حل للحرب القائمة في السودان.
– كيف تصف لنا الاحوال في دارفور الان؟
* اولا: دعونا نقول ان ولاية شمال دافور هي العاصمة لاقليم دارفور كله ولكن حاليا مدينة الفاشر هي العاصمة لولاية شمال دافور.
ثانيا: للولاية حدود مع كل من دولة مصر من الناحية الشمالية وكذلك مع دولتي ليبيا وتشاد، كما لها حدود داخلية مع ولاية غرب كردفان وولاية شمال كردفان وايضا لها حدود مع ولايات دافور الاربعة. اي نستطيع القول ان شمال دافور من اكبر الولايات.
– كم عدد سكان الولاية؟
* حسب الاحصائيات واعتقد انها غير دقيقة، عدد سكان ولاية شمال دافور تقريبا ٣،٩٢٠٠٠٠ نسمة
حاليا وانت في جوبا كيف هي الاوضاع الامنية والانسانية بالولاية في ظل هذه الحرب؟
* في الحقيقة منذ بداية الاحداث واعني انه في يوم ١٧ ابريل قمنا بمبادرة مجتمعية كبيرة ضمت رجالات الادارة الاهلية، وأئمة المساجد والمرأة والمثقفين عموما، وتمكنا من خلال هذه المبارة ان نجعل الحرب لا تسمر في شمال دافور واستطعنا ان نقنع طرفي الصراع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعدم مواصلة القتال في مدينة الفاشر.
الدعم السريع والجيش السوداني هما عضوان في لجنة أمن ولاية شمال دافور
– أنا اسأل عن الاوضاع الامنية الان في شمال دافور سيد الوالي؟
* الاوضاع الامنية الان مستقرة في الولاية ويمكن ان نستثني بعض الاشتباكات البسيطة جدا وهذه في مقدور سيطرتنا ويتم معالجة الامر باستمرار لانه لدينا أليات فعالة لمعاجة قضية تجدد الاشتباكات بين طرفي الصراع في الولاية.
– وما هي اكبر تحدياتكم الان في الولاية؟
* اعتقد ان اكبر تحدي يمكن الوقوف عنده هو ان اعداد المواطنين في ولاية شمال دافور اصبحت كبيرة جدا .. لان الولاية استقبلت نازحين من باقي ولايات دافور حتى النازحين من ولاية الخرطوم وغيرها موجودين ايضا، ولذلك نخشى من اي تجدد للعمليات القتالية في الولاية ستتسبب في خسائر هائلة وسط المواطنين. وهذا يستدعي من الاطراف المتحاربة عدم استئناف الحرب في الولاية بصفة عامة وفي مدينة الفاشر بصفة خاصة حفاظا على ارواح المواطنين وممتلكاتهم.
– وماذا عن الجانب الانساني؟
* في الحقيقة الوضع الانساني في شمال دافور بلغ حد الكارثة، وانا بصفتي والي الولاية اطقت نداءات ومناشدات عديدة من اجل ايجاد مساعدات انسانية لهذه الاعداد الكبيرة من المواطنين في الولاية.
المشكلة هي انه ليست هنالك مساعدات بالكمية التي تتناسب مع حجم المشكلة بالاضافة الي ان معظم النازحين يتواجدون في مراكز ايواء مؤقته عبارة عن مدارس ،ونواجه صعوبة في تلبية احتياجاتهم الآنية المتمثلة في الغذاء والكساء والدواء، والسؤال هو اين سيذهب هؤلاء النازحين اذا ما قررت المدارس فتح ابوابها مجددا؟ بصفة عامة نحن في حكومة الولاية نعمل بكل جهد لايجاد مراكز ايواء افضل للنازحين بصورة دائمة وليس مؤقتة حتى تكون معيشتهم افضل.
– كم عدد المنظمات الانسانية التي تعمل في الولاية؟
* يوجد عدد كبير من منظمات الامم المتحدة ومنظمات الاغاثة الدولية والمنظمات الوطنية في الولاية ولكن هذه المنظمات منذ ان بدأت الحرب استنفدت تقريبا كل مخزونها الاستراتيجية من المواد الاغاثية.
باختصار تعمل في الولاية كل من منظمة برنامج الغذاء العالمي، والمفوضية السامية للاجئين، الصلبيب الاحمر الدولي، ومنظمة اليونسيف، واطباء بلا حدود الفرنسية، هذه هي المنظمات التي لازالت لديها امكانيات لمساعدة الناس في ولاية شمال دارفور وتعمل معنا بشكل وثيق، ولكن لا زال العجز موجود لان عدد النازحين كبيرة جدا كما اسلفنا الذكر.
– حدثنا عن الوضع الصحي في شمال دارفور ولاسيما في ظل ظهور الاوبئة الموسمية مثل الكوليرا وحمى الضنك وغيرها؟
الوضع الصحي في الولاية افضل نسبيا مقارنة ببعض المناطق في السودان ولكن لدينا فعليا مستشفيات خرجت عن الخدمة بسبب الحرب من بينها مستشفى مدينة الفاشر الرئيسي بالاضافة الي مستشفى الاطفال، وغيرها وهذا خلق لنا وضعا صحيا صعبا.
– الآن، الخدمة الصحية التي يتلقاها انسان الولاية بدعم من منظمة اطباء بلا حدود الفرنسية.
* من ناحية الاوبئة فان ولاية شمال دارفور لها تاريخ طويل مع بعض الاوبئة، على سبيل المثال حمى الضنك له تاريخ قديم في الولاية الي جانب مرض الملاريا وهو منتشر بنسبة كبيرة، اما عن الكوليرا فلا توجد حتى هذه اللحظة اي حالة مسجلة في شمال دارفور والحمدلله.
بعد اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع اصبحنا نعتمد بشكل كبير على قوات الشرطة في حفظ الامن في مدينة الفاشر.
ايضا تصلنا بعض شحنات الادوية من وزارة الصحة الاتحادية ونقوم بتقسيمها الي المراكز الصحية عندنا في جميع المحليات والمعروف ان ولاية شمال دارفور لدبها ١٩ محلية.
– كيف توفقون بين طرفي الصراع في الولاية وقد نجحتم في منع التصعيد.. هل تعقدون اجتماعات مشتركة او اتصالات مباشرة مع الطرفين؟
* في الحقيقة اي والي يعتبر رئيس لجنة الأمن والممثل لرئيس الجمهورية في الولاية، وطرفي الحرب الجيش السوداني والدعم السريع هما طرفان اساسيان في اجتماعاتنا وهما كذلك عضوان في لجنة أمن الولاية، وعندما بدأت الحرب واصبحت هاتين القوتين تقاتل بعضهما، بقينا نعتمد اعتماد اساسي على قوات الشرطة لحفظ الامن والممتلكات في الولاية.
فيما بعد انا كونت قوة عسكرية مشتركة من قوات الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا واسخدمناها في حراسة مقرات الامم المتحدة والمنظمات الدولية بما في ذلك مقرات بعثة “اليونتامس”
وايضا كانت توجد لجنة تسمى بلجنة وقف اطلاق النار الدائم، وهي لجنة مكونة بنص اتفاق سلام جوبا استفدنا منها كذلك في وقف الاشتباك بين طرفي الصراع، وفوق كل ذلك انا ايضا على اتصال دائم بالطرفين المتحاربين واطلب منهما عدم تجديد القتال وتعريض حياة المواطنين للخطر، وفي خلال الفترة الماضية جاء حاكم اقليم دافور السيد منى اركو مناوى وعزز من موقف الامني في الولاية وذلك بتكوين قوة مشتركة بقرار رسمي منه واصبح الوضع افضل كثيرا.. والان لدينا قوات موجودة تقوم بحراسة المقرات الرئيسية في الولاية.
– آسف على المقاطعة .. هل هذه القوات المشتركة قوة كافية تستطيع صد اي هجمات محتملة من اي طرف من اطراف الصراع؟
* نعم بالتاكيد هي قوة كافية ولكن ليست قوة مقاتلة ومهمتها الاساسية هي الفصل بين القوتين المتحاربتين بالاضافة الي دور حراسة المقرات الرسمية للدولة، وحاليا اصبحت لها مهمة اخرى وهي تأمين وتوصيل القوافل التجارية او التي تحمل الاغاثة من حدود ولاية النيل الابيض الي اقليم دارفور.
– بعد سقوط مدينة نيالا في جنوب دافور قبل ايام على يد قوات الدعم السريع.. تحدتث اوساط كثيرة بان مدينة الفاشر هي التالية .. كيف ترد على ذلك؟
* اعتقد ان الامر ليس صحيحا وكما قلت سابقا انا على اتصال دائم بطرفي الحرب ولا اظن ان لديهما الرغبة في تجديد القتال في مدينة الفاشر.. بالاضافة الي ان حفظ الامن وارواح المواطنين ومممتلكاتهم هي مهمتنا الاساسية في الولاية واي اعمال حربية في المدينة غير مقبولة، على اية حال لا يوجد اي دليل يسند زعم ان مدينة الفاشر هي ساحة الحرب التالية بين الجيش والدعم السريع.
– كيف يدير والي شمال دافور شئون العاملين في الخدمة المدنية بالولاية في ظل الحرب.. هل يصرف العاملين مستحقاتهم؟
* هذه من بين التحديات التي نواجهها ايضا ونستطيع القول ان جهودنا مستمرة كمجلس الحكومة واجتماعتنا مستمرة ولم نغلق اي مؤسسة من مؤسساتنا ، فقط قللنا عدد العاملين في هذه المؤسسات مثلا العاملين في مجال النظافة والدرجات العمالية الاخرى تم اعفاءهم نسبة لعدم وجود مرتبات واحتفظنا بمدراء ادارات اقسام مهمة في وزارة الصحة والبنية التحتية ووزارة التربية والتعليم والرعاية الاجتماعية وغيرها هؤلاء لازالوا يواصلون عملهم في تقديم الخدمات للمواطنين.
أنا على اتصال دائم بقيادة الجيش والدعم السريع لمنع التصعيد في الولاية
– وهل يصرفون رواتبهم؟
نحن نقوم بمعالجات مالية في شكل حوافز نقدية ولكن مؤخرا وصلتنا مرتبات بنسبة اقل من الحكومة المركزية وصرفنا لكل العمال والموظفين معدل ٤٠ % من راتبهم .. لاننا في الحقيقة نعمل بما تشبه (حكومة الطوارئ) في الولاية فكل المؤسسات تعمل بنصف الدوام الرسمي، ولازلنا نقدم حوافز نقدية للموظفين.
– هل لديكم احتياطي نقدي يستطيع تسيير دولاب العمل لشهور قادمة في ظل هذه الاوضاع المعقدة؟
* لا .. لا يوجد شيء على الاطلاق… فقط ما كان متوفرا من الاحتياطي النقدي تم استهلاكه في الشهور الثلاثة منذ بداية الحرب.. كل ما نفعله الان اننا نجتهد في تنظيم بعض الايرادات التي يتم جمعها من محلياتنا ونوظفها في تحفيز الموظفين وتسيير دولاب العمل.
– نشكرك لهذه السانحة السيد نمر محمد عبدالرحمن لقد كنت ضيفا عزيزنا على تحالف الاعلاميين الافارقة ونتمنى ان يكون هنالك تواصل مستمر فيما بيننا؟
* وانا سعيد بهذا اللقاء ونتمني مزيد من التقدم والازدهار لتحالف الاعلاميين الافارقة وان يقدم خدمة جليلة للانسان الافريقي بصفة عامة وان شاءلله سيكون بيننا تواصل مستمر.