جاء رد “الجنرال” المغربي أشرف حكيمي المحترف بنادي باريز سان جرمان الفرنسي بعفوية ودون قصد على منتقديه العنصريين من اليمين المتطرف المنتمين لحزب التجمع الوطني، بعد ظهوره وزوجته أول أمس الخميس في معرض أزياء بالضاحية الباريزية مرتديا بذلة عسكرية، وبدى شامخا مزهوا كجنرال لا يكترث لأحد، عقب الحوار الذي أجرته معه الجريدة الفرنسية ليكيب.
وتأتي هذه الموجة القوية من العداء للمهاجرين والأجانب، في خصم تهييئ اليمين المتطرف في فرنسا للانتخابات الرئاسية منتصف العام القادم، والتي بدأت معاولها تضرب في كل الاتجاهات لكسب ثقة الناخبين، وتصوير الهجرة وكأنها أم المشاكل في فرنسا.
وأوضح حكيمي 22 سنة، المتعاقد الجديد مع نادي باري سان جرمان لمحاوره في جريدة ليكيب، عن اختياره لفرنسا قائلا “تلقيت عرضين وكان لدي من الحدس لأحل بباريز، وأنني سأكون سعيدا فيها”. و أضاف حكيمي عندما طرح عليه الصحفي سؤالا لماذا لا يتكلم باللغة الفرنسية، “ازددت بإسبانيا، في المنزل نتكلم بالعربية، و الفرنسية لغة أحبها و أسمعها بالفريق، أفهمها جيدا لكن أسيئ التحدث بها […] ثقافتي مغربية […] أنا مسلم ، و من بين أسباب قدومي إلى باريز، تواجد الجالية العربية المسلمة هنا، و كنت أعلم أنه من وجهة نظر ثقافية، سأحس و كأنني في المنزل، و بالنظر إلى كل الرسائل التي تلقيتها، أحسست جيدا أنهم يرغبون بي هنا” و استغل جيليان أودول نائب من اليمين المتطرف هذه الإجابات و الإيضاحات العفوية و البريئة لحكيمي، ليصب حقده و كرهه على المهاجرين، و جاء في تغريدته “هو (حكيمي) من قالها بعفوية مأثرة: فرنسا مثل هناك، حكيمي يحس نفسه كسمكة في حوض مسجد، ومن وجهة نظر ثقافية، (كما في المنزل)”.
ونادى أودول في حسابه على تويتر بإنهاء الهجرة، موضحا أنه من خلال تصريحات حكيمي فإن الفرنسيين من يتضرر أكثر، “يحسون (الفرنسيين) أنفسهم مثل الأجانب في بلدهم”.
وأمطر مغردون حساب أودول بوابل من التغريدات المدينة لتصريحاته العنصرية، واستنكرت أغلبها الكراهية للأجانب، واعتبر جل هؤلاء أن المنتخب الفرنسي خير دليل على الإضافة النوعية التي تقدمها الهجرة للرياضة الفرنسية، وسردوا أسماء كوبا، بلاتيني، زيدان، بن مبارك وغيرهم من اللاعبين الذين خلقوا الفرحة سواء بالمنتخب أو الأندية الفرنسة.
وعلق أحد هؤلاء على أودول “أتمنى أن الأجانب باختلاف جنسياتهم سيستمرون في الإحساس وكأنهم في بيتهم، ويوم يحدث العكس علينا أن نسائل أنفسنا، (…) حكيمي خلال خمس مقابلات قدم لفرنسا أكثر منك خلال 36 عاما من حياتك” ومن جهته، أدان الاتحاد المغربي للاعبين المحترفين يوم الأربعاء الماضي ما وصفه بـ “التصرف العنصري للعضو السياسي في حزب “التجمع الوطني” بفرنسا، في حق اللاعب الدولي المغربي أشرف حكيمي وجميع اللاعبين الأفارقة والعرب بالدوري الفرنسي”.