⬛ جمال اشبابي
يتفق جميع المراقبين أن مواجهة أسود الأطلس بالديكة مساء اليوم في نصف نهائي المونديال تكتسي أهمية بالغة ويصعب التكهن بنتائجها، حتى وإن كان الفرنسيون هم المرشحون على الورق لمواجهة الأرجنتين في النهائي، لكن صلابة أبناء الركراكي ستجعل مهمة ديديي ديشان معقدة بسبب قدرة المغاربة على التحمل دون انقطاع.
فاللقاء سيكون شبه متوازن، ذلك أن الأسود سيستعملون قوتهم الضاربة مثل الايطاليين، والمتمثلة في القوة البدنية إذ سيكون من الصعب على زملاء مبابي زحزحة الجدار الأمني الدفاعي المغربي أو كسر خطوطه، وهو أمر من الناحية التكتيكية، سيجعل زملاء حكيمي أكثر ثقة لزرع الشك في نفوس الديكة، كما كان الحال ضد إسبانيا والبرتغال.
وتزيد حظوظ الأسود قوة، بفضل الروح القتالية والشغف الكبير الذي أظهروه طيلة أطوار هذه المغامرة القطرية، بمٱزرة من طرف أسرهم إضافة إلى ملايين المناصرين في إفريقيا والعالم العربي، هذه العائلة، جسدها اللاعبون المغاربة على أرضية الملعب بتضامنهم كأسرة واحدة، في قتاليتهم دفاعا وهجوما.
وتشير تقاطعات بعض الأرقام والإحصائيات، الصادرة عن شركة أوبتا المتخصصة، إلى أن حظوظ الأسود معتبرة للفوز على المنتخب الفرنسي، وكدليل على ذلك، ظلت شباك ياسين بونو نظيفة في أربع مقابلات، ضد كرواتيا (0-0) وبلجيكا (2-0) وبالتالي إسبانيا والبرتغال، وهي نفس الأرقام مثل (إيطاليا عام 2006 وإسبانيا عام 2012 المتوجين بالكأس).
وهناك رقم ٱخر بالنسبة لأسود الأطلس، وهو عدد التسديدات التي تمت ضد مرماه، 20٪ فقط من التسديدات التي تلقاها المنتخب المغربي كانت على المرمى (9 من أصل 45)، وهو ما يجعله بعبع دفاعي يحرم أي هجوم من إمكانية التسديد بكل حرية.
وهذا الرقم الذي من شأنه زرع الشك في مهاجمي الديكة، وظهرت نتائجه بوضوح في مباراة الأسود ضد إسبانيا، فلاروخا استحوذت على الكرة بنسبة فاقت 70٪ لكن لم يتمكنوا من التسديد نحو مرمى بونو سوى مرتين، مع الإشارة إلى مباراتي إسبانيا والبرتغال اللتين سجلتا أربع تسديدات فقط، مع استحواذ أكثر من 70٪).
هذه الصورة السوريالية، لم يجد لها تفسير لحد الٱن، اللهم قوة دفاعية هائلة وتكتل كل خطوط أبناء الركراكي، إذ كذبت كل الأرقام والتكهنات خاصة في مباراة البرتغال، التي تحمل بين سطورها، ما يفيد، “الحصان الأسود والمفاجأة، شرف تجاوز الربع نهائي”، لكن الحقيقة المرة التي لا يريد الأوروبيون البوح بها، هي أن فريقا مغربيا قويا يزاحم الكبار، ليس حصانا أسودا، بل أسد من أعالي الأطلس، لن يعود إلى عرينه إلا وهو يحمل الكأس، وإن لم يوفقه الله، سيموت في سبيل البحث عنها.