جَزائرُ “الشعب الصحراوي” أولوية الأولويات…!
إذا كانت مطالب الحراك الشعبي في الجزائر لم تجد من يتفاعل معها بشكل إيجابي في المنظومة السياسية السائدة، ولم تعرف المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والطبية والتربوية وحرية التعبير وحقوق الإنسان تحسنا، فإن ذلك يرجع إلى كون المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية المتحكمة في مفاصل الدولة وشرايينها الاقتصادية، تعتبر حق تقرير ما يسمى ب “الشعب الصحراوي” أولوية الأولويات، كناية في المغرب ومعاكسة له.
أما أن يقرر الشعب الجزائري مصيره، بالقطع مع خطابات وممارسات تنتمي إلى العهود البائدة والحروب الباردة، فتلك مسألة مرفوضة، يجب أن تواجه بلغة العصا الغليظة والتخوين والتآمر وإلصاق التهم بمن تسول له نفسه رفع شعارات تطالب بالعيش الكريم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمجالية واحترام الحقوق الثقافية واللغوية وحرية التعبير والصحافة وإرساء دولة المؤسسات والحقوق والواجبات والتعددية السياسية الحقيقية…. إلخ
نحن في المغرب وبعد كل هذا الهراء الذي أطر مجموعة من البلاغات والتصريحات ذات المضامين الفجة والسوريالية. كاتهام المغرب بالضلوع في الحرائق التي اندلعت في منطقة القبايل، والحديث عن إعادة النظر في العلاقات مع المغرب. وبعد كل هذه الزوابع المجانية التي تقف وراءها المؤسسة العسكرية والمركب المصالحي والإعلام المغلوب على أمره، والأحزاب التي تفتقد إلى استقلالية القرار، سنظل دائما رافعين لواء الحكمة والمحبة والسلام والاحترام تجاه أشقائنا في الجزائر.
ومهما كانت عنجهية وهيستريا وهذيان الجنرالات وتابعيهم في المرادية، والذين يحرضون على ركوب المغامرات العسكرية، لتصدير الأزمات والتنفيس عنهم باختلاق عدو على الحدود الغربية، وتبني مقاربة تدميرية وغريبة ومضادة للتاريخ والجغرافيا وناسفة للمشترك بين الشعبين، فإن العقلاء والحكماء الذين لا ولن تنطلي عليهم عملية الشحن وتأجيج وتجييش مشاعر الحقد والشك والتوجس ضد المغرب، هم من سيشكل القوة الناعمة والرصينة لقطع الطريق، على أي استراتيجية تنتصر لجنون العظمة والغرور، وتخطئ في تقدير وقراءة السياقات والمسارات الإقليمية والدولية.