كرونيك

جيمي القوية.. سوبرمان.. وأشياء حكومية أخرى…!

ظل هواة السينما منذ السبعينات يستمتعون بأفلام الأبطال الخارقين مثل سوبرمان والرجل العنكبوت وغيرهما.

يتميز الأبطال فوق العادة بقدرات عجيبة من وحي خيال كتاب السيناريو المبدعين..، وربما بقليل من الإلهام من روايات الأسطورة اليونانية والرومانية حيث الكائنات المجنحة والغريبة تتحدى الجاذبية والموت بكل شجاعة.

وحتى تكون بطلا خارقا، تحتاج أولا إلى اسم رنان، مثل سوبرمان أو جيمي القوية، أو ووندر وومان، ومعناها التقريبي المرأة العجيبة.

هناك إذن غالبية رجالية وعدد محترم من النساء ضمن لائحة الأبطال.

فالأبطال الخارقون يخصصون كوطا للنساء في إطار مقاربة النوع ولتشجيع إدماج النساء في كل المجالات، مثل كوطا النساء بالبرلمان المغربي، لمزيد من الشرح والتوضيح.

تستطيع جيمي القوية أن تسمع الأصوات الخافتة على بعد كيلومترات، كما أنها تمتلك قوة عشرين رجل على الأقل في ذراعيها.

أما سوبرمان، فيستطيع أن يحلق مثل الصقر، قبل أن يباغث خصمه بضربة قاضية، وبسرعة البرق.

لا يملك المتفرج المسكين إلا أن يفغر فاه، مذهولا أمام قوة ومهارة الأبطال الخارقين.

يستطيع ايت الطالب، وزير الصحة أن يعفي مناديبه بسرعة الضوء وأن يغير الناطق الرسمي خلال أزمة كورورنا متى شاء.

بل أن يمتنع عن الكلام والشرح حين يرتفع عدد المصابين أضعاف مضاعفة.

أما وزير التربية امزازي، فقد جمع بين الوزارة ومنصب الناطق الرسمي في قفة واحدة.

فهو يسير ويشرح ويلخص بكل مهارة.

ينتقل بين الوعود وبلاغات الفتح والإغلاق كما النحلة بين الزهور.

يستطيع الوزير امزازي، أيضا، تنظيم برتوكول صحي يحمي التلاميذ والأطر في خمسة أيام دون معلم.

كما يستطيع أن يقنع الآباء والأمهات أن التعليم عن بعد جاهز وكل ما يحتاجه المدرسون متوفر .

تمكن الوزير العلمي من إقناع المغاربة أن وزارته أشرفت على تصنيع آلات تنفس ستجعل النظام الصحي جاهزا لمواجهة المرض، دون معلم ولا مهندس.

الأبطال الخارقون يجعلون المتفرج يصدق أشياء تنافي قوانين الطبيعة و قوانين الفيزياء الثابتة، فالإنسان لا يطير ولا ينفث النار مثل تنين جامح، وحتى سوبرمان المزهو بسلهامه الأحمر الفريد انتهى فوق كرسي متحرك بعد حادثة محزنة.

اكتشفت للتو أن ليندسي فاغنر بطلة مسلسل جيمي القوية لم تكن سوى ممثلة من لحم ودم. لا تسمع إلا ما يمكن أن يسمعه سائر البشر.

لم تكن خارقة في شيء، ولا هم يحزنون. تعيش ليندسي حياة امرأة عجوز عادية في مكان ما. مع ذلك، اأنا مدين لها بكثير من الشكر لأنها أمنت طريقا واسعا لخيالي كطفل لكي يسرح إلى أبعد حدود.

الوباء ينتش، والتعليم عن بعد يحتاج أكثر من تصريحات متناقضة.

أما آلات التنفس، فلا وجود لها أصلا اذا كانت بمواصفات غير مقبولة.

في السياسة، نحتاج رجالا صادقين وواقعيين، لا أبطال خارقين من ورق. دعوا الإنجازات الوهمية لنجوم السينما واستعدوا لمواجهة المشاكل بأسلوب مختلف…

فهذه ليست هوليود يا سادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock