جمهورية الفلاسفة لا الشعراء!!!…
كان الفيلسوف اليوناني أفلاطون يكره الشعراء ولذلك لم يدرجهم في جمهوريته الفاضلة بل رماهم خارج أسوارها، وكادت تحدث المعجزة في الجزائر فيصبح أحد الشعراء رئيس جمهورية فتتشكل الحكومة من الشعراء ويتشكل البرلمان من الشعراء بل حتى رؤساء البلديات يصبحون من الشعراء!.
لم يكن الفائز في الانتخابات الرئاسية من الشعراء ولا من الفلاسفة، ومع ذلك فقد أعلن في حملته الانتخابية عن برنامج تكويني للشعراء وذلك ما لم يتفطن له الشاعر المترشح، وقد يكون ذلك السبب المباشر في خسارته الانتخابية وهو ما يكون قد جعل الشعراء ينتخبون غيره من المترشحين غير الشعراء.
وعلى ما يبدو، فلقد كلفت بالمهمة وتكفلت بها الوزيرة الجديدة للثقافة والتي جاءت من جمهورية أفلاطون القديمة إلى جمهورية تبون الجديدة، حيث أنها ما إن تربعت على عرش قصر الثقافة مفدي زكريا والذي قد يأخذ اسم أحد الفلاسفة عوض اسم شاعر الثورة، حتى راحت تحيط نفسها بالفلاسفة والمتفلسفين وتطرد كل من حولها كل الشعراء المتملقين الذين جاء بهم شاعر القصر وأسكنهم الجمهورية رغم أنف أفلاطون!!..
لا، بل إن الوزيرة الفيلسوفة سوف تطارد الشعراء في مختلف الولايات وترمي بهم بعيدا خارج أسوار المديريات، بل تزج بهم في غياهب السجون من وراء القضبان، ولقد كانت بداية مأساة الشعراء بالشاعر الشاب الظريف، في انتظار محاكمة بقية الشعراء داخل الخيمة العملاقة التي كانت ترقص تحتها الحميراء، ذلك أن الخيمة للشعراء والجمهورية للفلاسفة!!!…