تنويعات المعنى
ما علاقة المعنى بالقصد؟ (عندما يُقال إن شيئا ما يعني شيئا ما) وما علاقته بمعنى التمثيل أو الدلالة؟ تبين ميليكان بأن القصد البشري، والنوايا البشرية الصريحة، هي قصديات ممثلة. إنها ليست مجرد نوايا، بل هي نوايا ممثلة
وديع بكيطة
تبين روث جاريت ميليكان Ruth Garrett Millikan في هذا الكتاب “تنويعات المعنى (2004) In Varieties of Meaning” أن تنوع المعاني لا يمكن أن يفهم إلا في علاقة تنويعات المعاني مع بعضها البعض. وهي تعالج العلاقة بين الشيء (الأدوات والتحف) والعلامات الطبيعية والمعنى والتمثيلات، وتكشف عن المغالطات التي تعرفها هذه العلاقة عند الناس، حيث يتم الخلط بين الشيء والمعنى والتمثيلات والعلامات. إضافة أن الناس تقصد أشياء مختلفة باستخدام الكلمات والجمل.
ما علاقة المعنى بالقصد؟ (عندما يُقال إن شيئا ما يعني شيئا ما) وما علاقته بمعنى التمثيل أو الدلالة؟ تبين ميليكان بأن القصد البشري، والنوايا البشرية الصريحة، هي قصديات ممثلة. إنها ليست مجرد نوايا، بل هي نوايا ممثلة. وتبين أن الأشياء التي تدل، مثل العلامات المقصودة مثل الجمل، يتم تمييزها عن العلامات الطبيعية من خلال وجود قصد جوهري، لذلك، بمقابل العلامات الطبيعية، يمكن أن تحرف العلامات المقصودة أو تكون خاطئة.
تناقش في الفصل الأول “القصد والقصديات المتداخلة”، قصد الأشخاص، السلوكات، أجزاء الجسد، المصنوعات اليدوية، والعلامات التي يستخدمها الإنسان. تصف في الفصل الثاني نوعا من العلامات الطبيعية غير المعترف بها سابقا، والعلامات الطبيعية “المتكررة محلياً”، والعديد من أنواع العلامات المقصودة، وتناقش الطرق التي يتم بها تمثيل التمثيلات نفسها. وتقدم في الفصل الثالث تأويلا جديداً للطريقة التي تُفهم بها اللغة والعلاقة بين علم الدلالة والبراغماتية. تناقش في الفصل الرابع الإدراك والفكر، وتكشف عن مراحل تطور التمثيلات الداخلية، من أبسط الكائنات التي تحكم سلوكها التي تحكم سلوكها دورات الإدراك والفعل إلى التصورات والقصديات المتعمدة للبشر.
روث جاريت ميليكان: من مواليد 1933م، فيلسوفة أمريكية رائدة في علم الأحياء وعلم النفس وعلم اللغة، درست في جامعة كونيتيكت Connecticut باعتبارها أستاذة فلسفة، من أبرز كتبها: “اللغة، الفكر، والبيولوجيا (1984)”. “علم نفس الملكة البيضاء ومقالات أخرى لأليس (1993)”. “الفكر الواضح والغامض (2000)”. “اللغة: نموذج بيولوجي (2005). “البيو-سمنتيك: ستة مقالات (2012). “ما وراء المفاهيم: التوحيد واللغة والمعلومات الطبيعية (2017). تم تضمين هذه الكتابات ضمن الأعمال الكاملة. وهي دراسات من وجهة نظر بيولوجية للإدراك في اللغة والفكر والفئات البيولوجية، تستند فيها الكاتبة على النظرية العامة الوظيفية المطبقة على أعضاء الجسم والسلوك والعادات والتمثيلات الداخلية والخارجية، وتؤكد بأن قصد اللغة يمكن وصفه دون الإشارة إلى قصدية المتحدث وأن فهم قصد الفكر يمكن أن يفصل عن مشكلة فهم الوعي.