بعد توريطه من قبل العسكر بالجزائر، جمال بلماضي متهم بالعنصرية
قوبلت تصريحات مدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي التي خص بها القناة الرسمية للاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) يوم 24 أبريل الجاري بانتقادات لادغة واتهامات خطيرة من قبل العديد من المراقبين واللاعبين السابقين وذلك بعد خرجته الأخيرة وتهجمه على الحكم الغامبي باكاري كاساما والإتحاد الكاميروني وبعض الأشخاص على حد تعبيره، بسبب تورطهم حسب زعمه في “إقصاء” منتخب الجزائر من نهائيات كأس العالم قطر 2022.
وتفاجىء الكثيرون لهذه الخرجة المتأخرة لبلماضي الذي تحدث فيها لغة المؤامرة، حيث تغيرت نبرة انتقاده التي باتت شبيهة بنبرة الحاكمين بالجزائر، وعلى غير عادته.
يذكر الجميع أن بلماضي حمل نفسه مسؤولية الإقصاء في المقام الأول خلال الندوة الصحافية التي عقبت مباراة السد كما أنه انتقد الحكم غاساما بلغة المدربين الذين ينتقدون الحكام على سوء تقديراتهم في بعض القرارات دون الوصول درجة التخوين والاتهام بالفساد.
أقصي منتخب ايرلندا من كأس العالم 2002 بهدف سجله تيري باليدين وليس باليد الواحدة، وأجبر خطأ تحكيمي منتخب البرتغال على إجراء مباراة السد بعدم احتساب كرة تجاوزت خط المرمى بأمتار.
لم يتجاوز احتجاج رفاق رونالدو أسوار الملعب ولم يخرج مدرب أيرلندا لاتهام أي طرف، لأن الجميع يعلم أن الأمر مجرد لعبة كرة قدم، قد يخدم سوء تقدير الحكم مصلحتك دون مؤامرة، وقد لا يخدم مصلحتك نفس سوء التقدير.
بالأمس القريب تدخل حكم الفار الجزائري مهدي عبير ومنح نادي الأهلي المصري ضربة جزاء خيالية أخرت نادي الرجاء البيضاوي وساهمت في إقصائه من ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا ولم يعربد مسؤولي الرجاء ولا اتهمت الصحافة المغربية الحكم الجزائري بتلقي رشاوي أو حبك مؤامرة.
تغير وتحول نبرة ومضمون انتقادات بلماضي هذه المرة والمتناغمة مع جزء من النظام السياسي الجزائري (دخول حفيظ دراجي على خط هذه التصريحات وهو المعروف بموالاته قطب الجنرال توفيق، دليل على أن جهة ورطت بلماضي في هذه الاتهامات والتصريحات الداعية إلى العنصرية ورفض التعايش والتهديد)، اعتبرها البعض لسان حال طرف في الحكم بالجزائر والذي لازال يمني النفس بإعادة المباراة ودائم البحث عن مشجب لتعليق فشله.
لم يتأخر الإتحاد الكاميروني لكرة القدم في الرد على مدرب المنتخب الجزائري وهدد باللجوء إلى (الفيفا).
وأكد بيان الاتحاد الذي يرأسه اللاعب الدولي السابق صامويل إيتو أنه سيلجىء إلى لجنة الأخلاقيات التابعة للإتحاد الدولي “الفيفا”، في مواجهة تصريحات المدرب بلماضي ضد الحكم الغامبي غاساما، الذي أدار مواجهة الإياب بين المنتخبين الجزائري والكاميروني بملعب تشاكر بالبليدة.
علق أسطورة الأسود غير المروضة، باتريك مبوما على تصريحات المدرب الجزائري لقناة كنال بليس سبورت الفرنسية حيث اتهم جمال بلماضي بالعنصرية.
وتابع:”على بلماضي أن يعي بأنه أفريقي، لا من قارة آسيا”.
وأضاف مبوما :” أعلم أنه قضى سنوات طويلة في آسيا، ولكنه يقول دائما بأنه ولاعبوه يذهبون لأفريقيا، عليه ألا ينسى بأن الجزائر أفريقية هي الأخرى”.
ودافع مبوما، عن الحكم باكاري جاساما، الذي أدار المباراة الأخيرة للجزائر والكاميرون المؤهلة لمونديال قطر.
وكان بلماضي قد انتقد الحكام الأفارقة و قلل من أهمية الكرة الإفريقية مفتخرا بنظيرتها الآسيوية في إشارة إلى قطر.
ودخل على خط انتقاد بلماضي كذلك الغيني تاني ديالو، أحد مسؤولي قسم الميديا في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
وطالب تاني ديالو بضرورة معاقبة بلماضي واصفا إياه بـ”المغرور”.
وأضاف تاني ديالو عبر حسابه الرسمي في “تويتر”: “هو يدعو وبشكل علني للعنف والاعتداء الجسدي”.
في ظل ردود الفعل الدولية والإفريقية بسبب التمييز ورفض الآخر والإهانة التي جاءت على لسان بلماضي خرجت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم للدفاع عن المدير الفني لمنتخب الجزائر، جمال بلماضي.
واختارت الاتحادية لغة تهدئة حيث نفت “أن يكون الأخير (بالماضي) قد وجه أي اتهام صريح للاتحاد الكاميروني لكرة القدم ورئيسه صامويل إيتو، تسمية أو تلميحا، خلال الحوار الذي أجراه مع القناة الرسمية لاتحاد الكرة الجزائري على منصة “يوتيوب”.
وأكد رئيس الاتحادية الجزائرية شرف الدين عمارة في تصريحات لوسائل الإعلام، الثلاثاء 26 أبريل: “حتى نكون واضحين تصريح المدرب الوطني جمال بلماضي لا يسيء في أي شيء إلى الاتحاد الكاميروني لكرة القدم أو للكاميرون كدولة، بلماضي من حقه الدفاع عن منتخبه والإتحاد الجزائري كذلك”.
والحقيقة أن بلماضي وقع ضحية صراع الأجنحة السياسية لأقطاب الحكم بالجزائر، بعدما كان قد نأى بنفسه عن الصراع السياسي الداخلي بالجزائر، ولم يتناغم في البداية مع تصريحات الحكام ومسرحيتهم، وكان عليه أن يكتفي بما قاله بعد نهاية المباراة.
رتب الفخ بإتقان باستضافة موقع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لجمال بلماضي وإعطاء تصريحه الصفة الرسمية، والكل يعلم أن موقع الإتحادية باليوتوب يوجد ضمن اختصاصات المربع الحاكم بالجزائر الذي رسم سيناريو المؤامرة على هواه ووضع أبطاله كما يحلو له من صامويل إيتو والاتحاد الكاميروني إلى الحكم الغامبي كاساما بكاري إلى رحلته إلى المغرب والهدف تسييس الفرجة الكروية الدولية.
تطوع كذلك للعب دور المحامي الإعلامي حفيظ دراجي المقرب من الجنيرال توفيق مدين وأحد أبواق جناحه للدفاع عن جمال بلماضي لشرح أكثر المهمة التي كلف بها جمال بلماضي ولم يتفوق في إتقانها.
حاول حفيظ دراجي استعمال لغة (البين بين) لغة من يرسل رسائل سياسية إلى الآخرين بلغة معلق رياضي.